يرجح عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، صيغة الصندوق لانتخاب أمين عام جديد خلفا لعبد العزيز بلخادم، على أساس أنها الطرح الأكثر موضوعية. أما ''حركة التقويم'' فتطالب القيادة المؤقتة بالتعجيل بعقد جلسة اختيار الأمين العام الذي تريده بالتوافق وعن طريق التزكية. وقال بلعياط، في اتصال به، إنه استكمل مشاوراته مع أعضاء المكتب السياسي، تحسبا للموعد المرتقب الذي سيحدد اسم الشخص الذي سيقود الأفالان حتى المؤتمر العاشر (2015). وبرمج منسق المكتب السياسي، أمس، لقاء مع عمار تو الذي سبق أن صرح بأنه لن يترشح للمنصب الشاغر منذ 31 جانفي الماضي. ويرى بلعياط أن انتخاب الأمين العام عن طريق الصندوق ''صيغة لا مفر منها على حسب ما يبدو لي، أما الإجماع فتوفيره صعب في اعتقادي، بحكم أن بعض الأشخاص لا زالوا يتصرفون بمنطق: نحن والطرف الآخر''. وأوضح بلعياط، الذي ساند بلخادم في معركة الثقة، أنه التقى بقياديين في الحزب، كعبد الرزاق بوحارة الذي كان مطروحا بقوة لخلافة بلخادم، وعبد الكريم عبادة منسق ''التقويم'' ومحمد بوخالفة وشوقي مزيان، وهم ضمن المجموعة الكبيرة التي عارضت بلخادم. وقد بحث معهم لملمة الصفوف، دون الغوص في القضايا الخلافية المطروحة بين أنصار بلخادم ومعارضيه باللجنة المركزية، وأهمها طريقة استخلافه وصيغة الاجتماع المنتظر للجنة المركزية. فالتقويميون يرون أن دورة 31 جانفي لا زالت مفتوحة وأن ما هو مطروح حاليا هو استئنافها. فيما يقول الطرف الآخر إنها أغلقت وبموافقة التقويميين. وبشأن هذه الجزئية، يقول بلعياط: ''أغلقنا الجلسة بموافقة أحمد بومهدي وعبد العزيز زياري، وساد اعتقاد حينها بأنهم متفقون. وفي كل الأحوال سوف نلتقي من جديد سواء استأنفنا الدورة، وهذا غير مطروح في الحقيقة، أو نظمنا دورة استثنائية لانتخاب أمين عام''. وحرص بلعياط على التأكيد ب''أنني لست متسرعا في مشاوراتي ولم أبرمج أي طموح ولا أخشى لومة لائم''. وخرج المجتمعون من دورة نهاية الشهر الماضي، شبه متفقين على عقد اجتماع آخر في غضون أسبوعين. لكن لا يبدو، حسب مواقف الأطراف المتشاجرة عبر أعمدة الصحافة، أن الموعد سيكون في الأيام المقبلة. وأفاد عبادة، منسق ''التقويمية''، في اتصال به، بأن اللقاء الذي تحدث عنه بلعياط ''كان عفويا جمعنا فيه حديث عن مصير الحزب وضرورة جمع الصفوف، حتى يكون الأفالان جاهزا في ما ينتظرنا من مواعيد مستقبلا''. وحول صيغة اختيار الأمين العام الجديد، قال عضو المكتب السياسي سابقا: ''نحن نميل إلى تزكية رجل تتوفر فيه شروط الإجماع''. أما عن الأسماء المطروحة للمنصب، فقال: ''يجري تداول الكثير منها لكن لا شيء ثابت، والناس يثيرون إشاعات بهذا الخصوص''. وسبق للتقويميين أن وضعوا ثقتهم في القيادي عبد الرزاق بوحارة، لكنهم سيضطرون إلى مراجعة هذا الخيار بعد أن توفي أمس إثر جلطة دماغية.