كشف السيدان رشيد رداف وطارق معيزة، مسؤولان بالوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، عن إطلاق عملية إنجاز المناطق الصناعية العصرية النموذجية واعتماد المناقصات الوطنية والدولية لاختيار مجموعات بمواصفات عالية، للقيام بالدراسات والإنجاز معا، فيما ينتظر استلام أولى المناطق الصناعية العصرية في غضون نهاية 2014 أو بداية .2015 وأوضح رشيد رداف، خلال ندوة صحفية نظمت بمقر الوكالة، بأن العملية اتضحت معالمها ويتم البحث عن الخبرة والتقنية الدولية، من خلال الزيارات التي يتم القيام بها، من بينها زيارة وفد جزائري هام للمشاركة في منتدى أعمال في 14 مارس المقبل في إسبانيا، للاستفادة من خبرة وتقنية الشركات الإسبانية المتخصصة. ويضم الوفد الجزائري مسؤولين ومتعاملين اقتصاديين ل80 شركة ومؤسسة جزائرية، سيلتقون بنظرائهم الإسبان في مقاطعة كتالونيا، لبحث إمكانية إقامة مشاريع شراكة. وأكد طارق معيزة، مدير الدراسات بالوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، أنه تم تحديد رزنامة زمنية للدراسات وإنجاز المناطق الصناعية العصرية، ما بين 30 إلى 42 شهرا واستكمال مشروع المناطق الصناعية المقدر عددها ب42 منطقة قابلة للتوسع إلى 50 في غضون 63 شهرا. وتنقسم المناطق، وفقا لمواصفات من بينها المساحة، الأولى تمتد على 100 هكتار والثانية ما بين 100 إلى 300 هكتار، ثم المناطق التي تمتد لأكثر من 300 هكتار، مشددا على أنه تمت مراعاة كافة العوامل التي تجعل من هذه المناطق نموذجية وتتمتع بكافة المزايا وبمقاييس دولية. في نفس السياق، أشار رشيد رداف إلى أن الوفد الجزائري المشارك في منتدى الأعمال الجزائري الإسباني، برمج لقاءات ثنائية مع المتعاملين الإسبان للكشف عن فرص الشراكة، مضيفا أن زيارات ميدانية للحظائر الصناعية واللوجستيكية الإسبانية، تندرج أيضا في سياق الرغبة في إقامة شراكة وعلاقات للاستفادة من التجربة والخبرة الإسبانية وللمساهمة في المحصلة في إقامة مناطق صناعية نموذجية عصرية في الجزائر، بعيدا عن التجارب السابقة. وتمتلك الشركات الإسبانية تجارب في هذا المجال تفوق 50 سنة، مشددا على أن هناك حرصا على إقامة مناطق صناعية بمقاييس ومواصفات دولية، تتضمن كافة الخدمات ومهيأة بصورة جيدة ومدروسة. ومن المرتقب أن يجري الوفد الجزائري مباحثات عديدة ويعرض كافة أوجه مسار الاستثمار، سواء فيما يتعلق بالمزايا الجبائية والضريبية أو القوانين المتعلقة بالاستثمار، والآليات المعتمدة فيما يتعلق بالعقار الصناعي والمناطق الصناعية التي شرعت الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري في إقامته. ويأتي المنتدى في أعقاب زيارة وفد عن الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري إلى فالانسيا الإسبانية، للاطلاع على كيفية تسيير الحظائر الصناعية، والاستفادة من التجربة الإسبانية، في سياق مباشرة الوكالة لمشروع إقامة 42 إلى 46 منطقة صناعية عصرية نموذجية في عدد من المناطق، وإقامة عدد منها كأولوية، من بينها المنطقة الصناعية لواد تليلات التي ستحتضن مشروع ''رونو'' الفرنسي لتركيب السيارات. ويأتي التركيز على إسبانيا لأهمية النسيج الصناعي بها ونشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، واعتبار إسبانيا من بين أهم الشركاء، مع حجم مبادلات تجارية بلغت العام الماضي 76, 15 مليار دولار، منها 09, 4 مليار دولار صادرات إسبانية. وصنفت إسبانيا كثالث زبون للجزائر بعد الولاياتالمتحدة وإيطاليا، ورابع ممون بعد فرنسا والصين وإيطاليا، مع زيادة عدد الشركات العاملة في الجزائر واستثمارات تقدّر بحوالي ملياري دولار و30 مشروعا، رغم فشل تجسيد أحد أهم المشاريع، ممثلا في الجسر اللوجستيكي بين وهران وأليكانت، الذي كان سيسمح بتحويل نشاط العديد من المؤسسات الإسبانية إلى الجزائر.