عَامِل أهل المَكر بمعدنهم: {وَلا يَحِيقُ المكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ} فاطر .43 وأهل المودة بكنزهم وتسلَّح باليقظة، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا يلْدَغُ المؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحدٍ مرَّتين''. ومن اليقظة أن تغتنم شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، كما قال سيّدنا محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، وفراغك قبل شغلك، وغِناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك. واختر لإنفاقك موضعه، ولعلمك وعاءه، ولولدك أمّه، قال تعالى: {وَلا تؤتوا السُّفَهَاء أمْوَالَكُم التِي جَعَل اللهُ لكُمْ قِيَمًا} النِّساء .5 فالسّفيه فخور، بخيل، كنود، مناع للخير هماز، مشاء بنميم، لا يعقل إذا نصحته، ولا ينتهي عن شرّ إذا زجرته، أحمق، والحماقة أعيت من يداويها. وللسّفيه حقّ في الرّعاية والعلاج حسب دائه ''فالكبر على أهل الكبر صدقة''، كما قال سيّدنا محمّد رسول الجنّ والبشرية. والطبيب الماهر يعلم كيف ومَتى يُعالج ومَن يعالج، لأنّ الدّواء في غير محلّه علّة. وكم من داء أزال على صاحبه العلّة، كسمّ الأفاعي في ترياق الأسقام. وانظر إلى أخيك بالكمال، فكلّ عيب رأيتُه فيه هو عيبك، وكلّ خطأ رآه فيك هو عيبه، لأن المؤمن مرآة أخيه، كما جاء في الأثر عن سيّد البشر، والحسنة إذا أصابتك فمِن الله، والسيِّئة من نفسك، والحسنة أن لا تظنّ في النّاس إلاّ الخير، وأن تحكُم عليهم بالظاهر وأن لا يعنيك باطنهم.