أمّ المؤمنين السيّدة ميمونة بنت الحارث الهلالية، وهي أخت ''أم الفضل'' زوجة العباس بن عبد المطلب. خطبها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بعد وفاة زوجها. وأراد الرّسول الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم أن يعرس بها في مكة، وأن يقيم مأدبة يدعو فيها أهل مكة لعلّ قلوبهم تلين، ويبتعدوا عن صلفهم وعدائهم للنّبيّ والإسلام بلا مبرّر إلاّ الحقد ودواعي الجاهلية، لكنّهم أصمّوا آذانهم، ورفضوا أن يقيم المسلمون مدّة أكثر من المدة الّتي حدّدتها المعاهدة المبرمة بينهم وبين الرّسول في الحديبية، وهي ثلاثة أيّام، وخرج الرّسول متّجهًا صوب المدينة. وعند ''سرف'' على بعد أميال من مكة، لحقت به زوجته ميمونة، حيث بنى بها الرّسول، وميمونة كان اسمها ''بره''. وأختها أم الفضل تزوّجت عمّ النّبيّ العباس، وكانت أوائل النّساء اللاتي أعلنّ إسلامهنّ بعد السيّدة خديجة رضي اللّه عنها، وأختها الأخرى أسماء بنت عميس زوجة ابن عمّ الرّسول جعفر بن أبي طالب رضي اللّه عنه، وأخت سلوى بنت عميس زوج أسد اللّه حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه. وكانت ميمونة هي آخر زوجات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وفاة، وقد انتقلت إلى جوار ربّها سنة 51 ه، ودفنت في ''سرف'' المكان نفسه الّذي بنى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.