تحتضن محكمة الاستئناف بمحكمة أغادير المغربية، اليوم، فصول محاكمة الطفل الجزائري خوالد إسلام، المتهم بالتحرش الجنسي بطفل مغربي. ولم يستبعد دفاع إسلام تأجيل المحاكمة، نظرا لعدم تقدم محامي الشاكي بطلب التأسيس إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس. بدا المغاربة، وخاصة بولاية أغادير حيث ستحتضن، اليوم، محكمة الاستئناف محاكمة الطفل الجزائري، إسلام خوالد، بطل إفريقيا في رياضة الزوارق الشراعية، غير آبهين بالقضية ولا مطلعين على حيثياتها، وهو ما لمسته ''الخبر'' خلال جولتها في المدينة وتواصلها مع من التقتهم فيها. فكل من التقتهم ''الخبر'' في المدينة، التي تبعد بحوالي 600 كلم إلى جنوب العاصمة الرباط، من سائقي سيارات الأجرة ونزلاء المقاهي والفنادق، لا يتحدثون إلا عن تراجع النشاط السياحي في المنطقة. كما تجاهلت غالبية الصحف المغربية الناطقة بالعربية والفرنسية الإشارة إلى تاريخ المحاكمة وإلى تفاصيلها. ومن الدارالبيضاء إلى أغادير، أجمع المغاربة الذين تعرفوا على هويتنا كصحفيين قادمين من الجزائر على التعبير عن أسفهم والاستغراب من استمرار غلق الحدود البرية بين البلدين، مستفسرين عن إمكانية إعادة فتحها، ومشددين على الخسائر الاقتصادية التي طالتهم منذ قرار الغلق.. خسائر مست كل النشاطات التجارية وأثرت أيما تأثير على قطاع الخدمات. وكان من بين المتحسرين طبيب جراح بالدارالبيضاء، أخبرنا قائلا: ''كنت في أمريكا عندما تلقيت خبر غلق الحدود البرية بين البلدين.. خبر صدمني لأنني لم أكن أتصور بأن الخلاف بين الشقيقين سيبلغ هذا الحد''، قبل أن يضيف: ''زرت أكثر من 40 بلدا، وكم أتمنى أن أدخل الجزائر للقاء أصدقاء أعزاء يسكنون في بورزيعة بالعاصمة''. وبدت الحركة أمام محكمة الاستئناف الجنائية بأغادير عادية جدا، واقتصرت على توافد المواطنين لقضاء مصالحهم واستخراج وثائقهم الإدارية، فلا شيء كان ينبئ بأن المكان سيشهد، بعد ساعات قليلة، محاكمة أسالت حيثياتها الكثير من الحبر، واتفقت ردود كل من سألناهم هناك حول القضية على نفي العلم بها. وفي السياق ذاته، تحاشت الصحف المغربية التطرق إلى قضية إسلام كما فعلت من قبل، فحتى الصحف التي سبق لها التعاطي مع موضوع الطفل الجزائري المحبوس منذ 11 فيفري الماضي بمركز حماية الطفولة على ذمة التقاضي في أغادير، تحاشت الخوض فيه. محامي إسلام ووالده يفضلان الصمت لم تستطع ''الخبر'' الاتصال بوالد الطفل خوالد إسلام المتواجد في المدينة لأجل الاطلاع على حالته، واستعداد ابنه لمحاكمة اليوم، بالرغم من محاولات استمرت يومين، وبرر أحد المقربين هذا الصمت بالخشية من التأثير السلبي لأي تصريح على مجريات المحكمة ونتائجها. من جهته، رفض محامي دفاع الطفل الجزائري، الأستاذ خالد سلام، الإدلاء بأي تصريح، واصفا الأجواء التي تسبق المحاكمة ب''الجد عادية''، وأنه ''لا جديد في القضية يستوجب التأكيد أو النفي أو الكشف''. ويشار إلى أن المحامي ذاته سيرافع لصالح إسلام، إلى جانب محامية موكلة من قبل المصالح القنصلية الجزائرية، فضلا عن مشاركة ممثل الشبكة الاجتماعية الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى''. وسبق أن صرح الأستاذ خالد سلام ل''الخبر'' بأن الملف مبني على جزئيات وتفاصيل سيعتمد عليها في الدفاع عن الطفل إسلام لتبرئته من تهمة الاعتداء الجنسي على قاصر.