يتحدث المدير الفني الوطني بوعلام لعروم في هذا الحوار الذي خص به ''الخبر''، أول أمس، عن مهام هيئته ويكشف بالمناسبة أن صلاحياته محدودة، بدليل أنه لا يحق له التدخل في المنتخب الأول ولا حتى في منتخب أقل من 20 سنة المقبل على نهائيات أمم إفريقيا. هل يمكن أن تعطينا لمحة عن مهام المديرية الفنية الوطنية ؟ المديرية الفنية الوطنية هدفها تطوير كرة القدم، سواء على مستوى الفئات الشبانية أو على مستوى المؤطرين، من خلال تكوين المدربين ومدربي الحراس ومؤخرا المحضرين البدنيين. كما تشرف المديرية أيضا على تطوير كرة القدم داخل القاعة وكرة القدم الشاطئية أيضا، ونحن حاليا نعرف نقلة نوعية سواء على مستوى البرامج ومناهج العمل التي نتبعها والتي يمكن وصفها بالعالمية أو على مستوى الإمكانات. فبعد أن كان لنا مكتب واحد فقط صرنا الآن نشغل 14 مكتبا على مستوى المركز التقني لسيدي موسى، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أننا نقوم بعمل جبار لا تقوم به حتى المديريات الفنية في أورؤبا وإفريقيا. وعن هيكلة المديرية الفنية الوطنية؟ لعلمكم أن كل اتحادية في العالم ملزمة أن يكون لها مدير فني وطني وهو الشرط الذي تضعه الفيفا من أجل تقديم مساعداتها المادية للاتحادات الكروية وهو المنصب الذي أشغله حاليا، بعدها تأتي الأقسام، مع قسم أو دائرة التكوين والتي يشرف عليها توفيق قريشي، ولدينا قسم خاص بالمنتخبات السنية والذي يشرف عليه رشيد شرادي، وقسم التنقيب عن المواهب الشابة والذي يشرف عليه رزقي رمان وكل هؤلاء يعملون وفق برنامج موحد خاصة ذلك المتعلق بتكوين الشبان، سواء في وهران أو بشار. تحدثت عن تكوين المدربين، ونحن لا نرى ثمار ذلك ما دام أن الإطارات التي تكوّنوها لا تشتغل حاليا ونفس الأسماء هي التي تبقى تتداول على الساحة الكروية الوطنية؟ في البداية يجب أن نوضح أن هناك عجز بتسعة ألاف مدرب في الجزائر، وهو العجز الذي نسعى لتداركه بتكوين دائم ومستمر، بدليل أن جل قدامى اللاعبين يملكون شهادة تدريب من الدرجة الثالثة، وبالنسبة لسؤالك أقول بأن المعطيات تغيرت، فهناك حوالي 2600 مدرب أشرفنا على تكوينهم متواجدون حاليا في الميدان، وأضرب مثالا بمساعدي شارف في الحراش، دزيري في اتحاد العاصمة ومضوي في سطيف ومدرب الساورة حجار وقاسي وبوجعران ونغيز وكل هؤلاء تلاميذي. صلاحياتكم كمدير فني وطني تتوقف عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني الأول لماذا؟ كنت أنتظر هذا السؤال، أتحدى أي واحد يقول بأن المدير الفني يتدخل في عمل المدرب الوطني في أي بلد أو اتحادية كانت، وتاريخيا في الجزائر لم يسبق وأن حدث ذلك، مخلوفي ثم فضيل تيكانوين لم يفعلا ذلك مع خالف مثلا.. وعليه أتساءل لما أثير هذا الموضوع مؤخرا في وقت لم يتحدث أحد عندما كان المنتخب الوطني يفوز وهذا بمساهمة منا من خلال العمل الكبير الذي قام به توفيق قريشي الذي قام بتقديم المنتخب الليبي على طبق للمدرب حاليلوزيتش وكشف له كل صغيرة وكبيرة خلال التقرير الذي رفعه إليه. ولماذا لم يطلب منكم يد المساعدة في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة؟ البعض مازال يحمل أفكار قديمة، قلتها وأعيدها المدير الفني لا يتدخل في عمل المدرب الوطني، نحن هدفنا التخطيط على المدى البعيد وهو همه التحضير للفوز بمباراة واحدة..لكن إذا طلب منا مساعدته فنحن في الخدمة وإذا لم يفعل فنحن لا دخل لنا في عمله. البعض تحدث عن خلاف بينك وبين حاليلوزيتش بدليل غيابك عن نهائيات أمم إفريقيا؟ المديرية الفنية الوطنية ليست وكالة للسياحة والأسفار، في تلك الفترة كنا نشتغل ونعمل على تكوين 260 مدرب وهذا هو عملنا الأساسي، ولا يوجد كما تصور البعض أي مشكل أو خلاف معه. لكن الأمر يمتد أيضا لمنتخب أقل من 20 سنة الذي لا تملك عليه المديرية الفنية أي سلطة، بدليل تعيين محمد خلايفية مسؤولا عليه؟ تعيين خلايفية جاء من أجل وضع الإطار الإداري القانوني اللازم من أجل دخول هذا المنتخب والمشاركة في بطولة قسم الهواة، وعلى كل حال أنا وصلت مع نوبيلو في نفس الفترة تقريبا، فهو كان أمامه هدف محدد وهو الوصول لمونديال تركيا فيما لدينا نحن برنامج على المدى الطويل يمتد لغاية 2024 والإشراف على منتخب أقل من 20 سنة كان سيعطل عملي ولهذا لجأنا لهذا الخيار. هل يمكن أن تقول حاليا أنك لن تكون مسؤولا في حال إخفاق منتخب أقل من 20 سنة في تحقيق أهدافه؟ نتمنى كل النجاح لهذا المنتخب، لكن كما قلت لكم، منتخب أقل من 20 سنة خارج برنامج المديرية الفنية الوطنية سواء أخفق أو نجج لأن برنامجنا انطلق في 2012 ويمتد لغاية .2024 وماذا عن منتخب أقل من 17 سنة الذي أقصي في الجزائر من نهائيات كأس إفريقيا؟ هو أيضا تشكّل وتكوّن قبل وصولنا ولسنا مسؤولين عن إخفاقه، حاولنا من جهتنا مساعدته والدليل أن أدائه تحسّن بشكل لافت، لكن ذلك لم يكن كافيا. فنحن نجني حاليا ثمار غياب تام لسياسة واضحة في التكوين خلال العشرين سنة الماضية. هل أقال روراوة الثنائي سلطاني وزميتي دون أن يستشيرك؟ ما يمكنني قوله أني لاحظت بعض النقائص على عمل هذا الثنائي وتحدثت مع سلطاني في الموضوع وأبلغته بأنه يعتمد على برنامج خاطئ في تحضير اللاعبين، وعرضت عليه قبلها تدعيم الطاقم الفني بالثنائي هرفمة وبلحاج، لكنه رفض، فما كان عليّ سوى رفع تقرير لرئيس الفاف الذي اتخذ القرار بإقالتهما. لكن الأمور لم تتحسن بعد تعيين زرقان وبلحاج والدليل أن المنتخب أقصي؟ حاولنا كما قلت تصليح الأمور ودعّمنا الطاقم الفني بمصطفى كويسي وسراوية إلى جانب الثنائي الذي ذكرته، لقد عملوا لمدة ثلاثة أشهر فقط المنتخب تحسّن بدليل أنه خلق تسع فرص كاملة للتهديف في مباراته أمام بوتسوانا لكن الحظ لم يكن بجانبه. نفس لغة الإحصائيات التي برر بها حاليلوزيتش إخفاقه في جنوب إفريقيا؟ لكن لا يجب الاكتفاء بذلك، يجب تصحيح النقائص ومعالجتها. ما السر وراء غياب لاعبي أكادمية بارادو عن مختلف المنتخبات الوطنية؟ المشكل الذي كان مطروحا في السابق هو عدم مشاركة لاعبي بارادو في مختلف المسابقات التي تشرف عليها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعدم حيازتهم بالتالي للإجازات.. وبعد وصولي التقيت مع زطشي وتجاوزنا هذا الإشكال هذا الموسم ونوبيلو أخذ خمسة لاعبين من أكاديمية بارادو، لكنه أبعدهم بعد ذلك ربما بعد أن وجد أفضل منهم، صحيح أنهم يملكون الفنيات لكن أرى بأنهم يفتقدون نوعا ما للاندفاع وهذا ما يمكن تفسيره بنقص المنافسة لديهم. روراوة تحدّث في وقت سابق عن رغبته في تعيين مدير فني أجنبي، ألم تزعجك هذه التصريحات؟ عليك أن توجه السؤال للمعني بالأمر، أنا عن نفسي لا أهتم بما يصدر في الجرائد وتأويلات الصحافة، روراوة حر وهو المسؤول الأول، أنا من جهتي ليس لدي أي تعقيب. لديك شهادات تدريب عالمية، لكنك لم تشتغل تقريبا بها في الجزائر؟ صحيح، لكني أرتاح أكثر وأكون فعال أكثر في منصبي الحالي وفخور بما أحققه حاليا خاصة عندما ألتقي المدربين الذين قمت بتكوينهم. ومتى سنفتخر باللاعبين الذين يتكوّنون في الجزائر، هل أنت راض عن سياسة الاعتماد التام على خريجي مدارس التكوين الفرنسي؟ أعتقد أن المدرب الوطني لا يملك البديل في الوقت الحالي، فنحن نفتقد للاعبين مكونين على أعلى مستوى، ولا يمكن لأحد أن يناقش هذه الخيارات وهذه السياسة ما دام أنه مطالب بالوصول لأهداف محددة، كل ما بإمكاننا فعله هو تحضير المستقبل، حاليا لدينا 600 لاعب ما بين 12 و16 سنة نشرف عليهم والنتائج سنجدها بعد ست سنوات من الآن.