تعقد اللجنة الأولمبية الجزائرية، اليوم، بمقرها ببن عكنون، جمعيتها العامة الانتخابية، لانتخاب رئيس جديد خلفا لرشيد حنيفي، بين المرشحين مصطفى بيراف ومحمد بوعبد الله، وسط آمال لطيّ إحدى أسوأ الصفحات في تاريخ الحركة الأولمبية الجزائرية. يعتقد المرشحان مصطفى بيراف ومحمد بوعبد الله، أنهما يملكان كل الفرص للحصول على ثقة أغلبية أعضاء الجمعية العامة، وحرص الرجلان على إطلاق حملة انتخابية في أوساط الجمعية العامة التي تتكون من 80 عضوا. وتشكل أصوات الاتحاديات الأولمبية، أكبر حصة للأصوات داخل الجمعية العامة، ما دفع بالمرشحين إلى مغازلة رؤسائها الجدد للحصول على ضمانات للتصويت لهما. وتقع مسؤولية كبيرة على الرئيس الذي يفرزه الصندوق، بسبب الصورة السلبية التي رافقت العهدة الأخيرة، حيث يستوجب على الرئيس المنتخب إعادة المصداقية إلى الهيئة الأولمبية، من خلال تعزيز الثقة بينها وبين اللجنة الدولية الأولمبية وأيضا نقل صورة أمل إلى سفراء الجزائر في المحافل الدولية. ويبلغ بيراف 59 عاما، ويملك تجربة كبيرة في التسيير، حيث كان رئيسا للجنة الأولمبية لثلاث عهدات، كما كان رئيسا لاتحادية كرة السلة، وكان إطارا في وزارة السياحة ونائبا في البرلمان عن ''الأرندي''، وما يزال يشغل منصب نائب أول لرئيس جمعية اللجان الأولمبية الإفريقية، وهو مرشح لرئاستها، فيما يمتهن خصمه بوعبد الله البالغ من العمر 52 عاما الطب، ويختص في الجراحة العامة، وعاد مؤخرا لرئاسة اتحادية التنس، من خلال الانتخابات، وكان لاعبا مميزا ويبقى يحتفظ بذكرى سارة بمشاركته في المنافسة الشهيرة ''كأس ديفيس'' العام 1983، ويشغل منصبا في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للطب والرياضة. وتضم الجمعية العامة للجنة الأولمبية الجزائرية 80 عضوا، ويتكون مكتبها التنفيذي من ثماني اتحاديات أولمبية وأربعة غير أولمبية، إلى جانب عضو يمثل العنصر النسوي. ويوجد 13 مرشحا يمثلون الاتحاديات الأولمبية و17 آخر يمثلون الاتحاديات غير الأولمبية، للفوز بصفة العضوية في المكتب التنفيذي. وجها لوجه مصطفى بيراف يصرح ''إطلاق قطب لرياضة النخبة وحذف الوساطة في التعامل'' يراهن المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، على اعتماد سياسة جديدة في التسيير حال فوزه بالرئاسة، وقال ل''الخبر'' إن الرياضة سجلت تراجعا غير مفهوم، رغم الأموال الكبيرة التي استفادت منها الاتحاديات. وأوضح بيراف بأن التسيير الراشد للأموال سيكون أحد أولوياته، في ضوء رفض الجمعية العامة المصادقة على الحصيلة المالية والأدبية، والتحفظات التي قدمتها الجمعية العامة حيال التقرير المالي للعهدة الأخيرة. وتعهد المرشح بأن يعمل جاهدا على إعطاء المرأة مكانتها، وقال إن المرأة تعاني التهميش والإقصاء. وأشار بيراف إلى أن أكبر الأفراح التي عاشتها الجزائر في المحافل الدولية، كانت من صنع العنصر النسوي، وخص بالذكر، العداءتين حسيبة بولمرقة ونورية بنيدة مراح. كما التزم المتحدث برفع العراقيل أمام الممارسة الرياضية، بنحو يسمح فيه لكل الشباب بممارسة الرياضة دون وساطات. ومن جانب آخر، تحدث بيراف عن إطلاق قطب لرياضة النخبة، وهو القطب الذي سيكون له اهتمام خاص، موضحا بأن رياضة النخبة يتعين أن يكون تسييرها خاصا بنحو يضمن كل فرص النجاح للرياضيين في المواعيد الدولية، واصفا العملية بالتحدي الصعب. محمد بوعبد الله يصرح ''إنجاز مركز للمنتخبات وتحسين ظروف عمل الاتحاديات'' لم يخف المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية، محمد بوعبد الله، ضرورة إعادة الاعتبار لرياضة النخبة، وقال ل ''الخبر'' إن رياضة النخبة تشكل حجر الزاوية في برنامجه. وأوضح المتحدث بأن الرياضي هو المحرك، وبناء على ذلك، لا يتعين تهميش الرياضيين، بل يجب إشراكهم في كل كبيرة وصغيرة. وأشار بوعبد الله إلى ما وصفه بفقدان الساحة الرياضية إلى إستراتيجية واضحة قادرة على تمكين الرياضيين من التعبير عن طاقاتهم، ورهن نجاح برنامجه بالاستقرار. وأكد أن العنصر النسوي يشكّل أحد أهم المحاور في برنامجه، واعدا بالسماح للمرأة بالتعبير عن إمكاناتها في الفضاء الذي يريد تجسيده. وقال إن الوجود النسوي في الحركة الرياضية متواضع ويتعين زيادته. كا أثار المتحدث ما أسماه الوضع السيئ الذي تعمل فيه الاتحاديات الرياضية بدار الاتحاديات في دالي ابراهيم، وقال إنه يستوجب تحسين ظروف عمل الاتحاديات بالتنسيق مع الوزارة. أما بخصوص المنح التي تعطى للرياضيين في الخارج، فقد أوضح بوعبد الله بأنه سيتم توزيعها في شفافية كبيرة، كما قال إنه لن يمانع الاستفادة من الخبرة الأجنبية، بتعيين مدربين أجانب للمنتخبات الوطنية، وأوضح بأنه يسعى إلى إنشاء مركز كبير خاص بالمنتخبات الوطنية في منطقة الجنوب.