أعربت السلطات الجزائرية أمس، عن خيبة أملها من الحكم الصادر بحق الطفل إسلام خوالد، 15 سنة، المحبوس في المغرب منذ 11 فيفري الماضي عن جناية الاعتداء الجنسي ضد طفل مغربي. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عمار بلاني في تصريح مكتوب أمس، تعليقا على الحكم على إسلام بالسجن مدة عام ''كنا نتوقع أن يستفيد إسلام من حكم البراءة''. مشيرا إلى أن فريق الدفاع عن إسلام سيقوم باستئناف الحكم وفقا للقوانين المغربية. وأضاف بلاني أن البعثة الدبلوماسية الجزائرية والقنصلية العامة بالدار البيضاء، ستستمر في توفير الحماية القنصلية لإسلام إلى غاية انتهاء القضية. وأشار الناطق باسم وزارة الخارجية، أن ''الوزارة ستسلم تقريرا مفصلا من المصالح القنصلية بالدار البيضاء حول ما حدث في المرافعات والمداولات التي انتهت بالحكم ضد إسلام بالسجن لمدة سنة''. فتيل فتنة جديدة وبعد صدور الحكم المذكور على إسلام، اجتهد الإعلام المغربي أمس في إلصاق قضية جديدة له تتمثل في الاعتداء بالضرب على طفل مغربي آخر داخل مركز حماية الطفولة بأغادير، وهي الحادثة التي وقعت حسب الطرف المغربي في الوقت الذي كانت تجري المداولات بخصوص قضية الاعتداء الجنسي. وتحدّثت الصحافة المغربية عن هذه الحادثة، وزعمت أنه ''قبل نطق القاضي بالحكم، أقدم القاصر الجزائري بطعن نزيل آخر بإصلاحية مدينة أغادير بعد سوء تفاهم بين الطرفين، أفضى الاعتداء إلى إصابة النزيل المغربي إصابة بليغة على مستوى الفم، فرضت على الطبيب خياطته بخمس غرز، وينتظر أن يستخرج الضحية شهادة طبية من أجل متابعة القاصر الجزائري''. إسلام لا يتوقف عن البكاء ووالده مصدوم والدفاع في حيرة وفي اتصال مع ''الخبر''، كشف عضو فريق الدفاع، المحامي خالد سلام، بأنه مصدوم ولم يفهم ماذا حصل. وأوضح قائلا: ''لحظات بعد النطق بحكم الإدانة لموكله كان هو في بهو محكمة الاستئناف ينتظر هيئة المحاكمة جدولة منطوق الحكم بشأن قضية إسلام، إذ شاهد دخول المربية بمركز حماية الطفولة مسرعة وتطلب مكتب وكيل الملك (أي النائب العام)، وبعدها علمنا بأن المربية أخبرت وكيل الملك بأن إسلام وهو طفل مغربي يقيم بالمركز قد تعرّض لاعتداء بالضرب على يد الطفل الجزائري. وتابع المحامي سلام يروي تفاصيل الحادثة: ''اختلطت عليّ الأمور وحتى على زميله في الدفاع النقيب المعينّ من قبل المصالح القنصلية وبقينا ننتظر هيئة المحاكمة تنطق بالحكم الصادم في حدود الساعة ال15,4 عصرا''. ويضيف أن ارتباكا وقع عقب الإعلان عن منطوق الحكم ولم نفهم ما الذي حصل بالضبط. وفي اتصال مقتضب معه، أكد إسلام بصوت خافت وحزين أنه بخير قبل أن ينفجر بالبكاء، ويتوقف عن الكلام. وقال والده عزالدين إنه لا يتوقف عن البكاء منذ عصر أول أمس، وأنه في دهشة وحيرة كبيرتين حول كل ما حدث في وقت متسارع. مركز الطفولة يرفض تسليم تقرير الاعتداء وعن حادثة الاعتداء التي وقعت أثناء المداولات حول الحكم، أوضح والد إسلام بأنه تنقّل إلى مركز حماية الطفولة التي يزعم أن إسلام اعتدى بالضرب فيه على طفل مغربي، وتحادث مع المسؤول عن المركز حول حقيقة ما جرى، وأخبره بأن لا شيء مهم وقع. مؤكدا على أن الإصابة بسيطة وحدث ذلك أثناء اللعب. ويواصل والد إسلام حاكيا ما حدث على لسان ابنه، أن الطفل المغربي أصيب بجرح أسفل ذقنه حينما كان يلعب مع ابنه، وأن إسلام ناوره في حركة جسمانية للإفلات منه، أين ارتطم وجهه بباب المركز بعد أن حاول الإمساك بإسلام. ولدى استفساره عن سر الإسراع لإخبار النائب العام بالأمر والتقاط صور للطفل المغربي وهو جريح، رد عليه مسؤول المركز أن الأمر ليس كما يعتقد، وما حصل مجرد إجراء إداريا عاديا. ويضيف الوالد أنه لما طلب نسخة من الشهادة الطبية والتقرير المنجز من قبل إدارة المركز حول الحادثة رفض تسليمه إياه وطمأنه بأنه لا داعي للقلق بشأن ذلك. مخاوف من إلباس إسلام قضية أخرى ومثلما حدث في قضية تهمة الاعتداء الجنسي، يبدى والد إسلام مخاوف من اتخاذ هذه الحادثة منحى مغاير تماما وإلصاق تهمة الاعتداء بالضرب ضد ابنه، وهو ما يعني غرق إسلام وأسرته في مأزق آخر قد يطيل إقامته القسرية في المغرب. ومثلما اجتهد الطرف المغربي في وصف المناوشات التي وقعت بين إسلام والطفل المغربي في مخيم دورة الزوارق، يوم 11 فيفري إلى جناية، يخشى المراقبون من أن تتحول أيضا حادثة ''اللعب'' هذه الى جناية!