استمر تباين ردود الفعل بخصوص انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية المعارضة، إذ أن عددا من أعضاء الائتلاف السوري المعارض أبدوا رفضهم لما أسموه ''تعيينا وليس انتخابا''، على حد تعبير كمال اللبواني، الذي أكد أن عددا من أعضاء الائتلاف جمدوا عضويتهم طواعية تنديدا منهم باختيار غسان هيتو على رأس الحكومة الانتقالية، ويتعلق الأمر بنائب رئيس الائتلاف سهير الأتاسي وأحمد عاصي ويحيى الكردي. وكانت نائب رئيس الائتلاف أشارت في تصريح لها بخصوص تجميد عضويتها أنها ''ضد التعيين''، فيما اعتبر المعارض السوري ورئيس هيئة التنسيق الوطنية، الممثلة لمعارضة الداخل أن ما قام به الائتلاف ليس انتخابات وإنما ''تعيين أملته قوى إقليمية''، مضيفا ''قرار الائتلاف تشكيل حكومة مؤقتة مصيره الزوال''، لأنه حسب هيثم المناع قرار لا يقوم على أساس التوافق بقدر ما جاء ليستجيب ''لإرادة خارجية''. كما أضاف في حديثه ليومية ''الحياة'' الصادرة في لندن أن اختيار هيتو جاء لكونه يتوافق مع ''أجندة إقليمية''، مؤكدا أن هيتو غير معروف لا في سوريا ولا لدى المعارضين السوريين، من جانب آخر، اعتبر المناع أن تشكيل حكومة مؤقتة خطوة خطيرة سيتحمل الائتلاف نتائجها، على اعتبار أنها ستفتح المجال لتقسيم سوريا إلى منطقة شمالية تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة على اختلافها وحكومة مركزية في دمشق تحت سيطرة النظام، ما دفع المناع إلى الاعتقاد أن الشمال السوري سيكون عرضة لما أسماه ''صوملة''، في إشارة إلى سيطرة العديد من الجماعات المسلحة المعارضة باختلاف توجهاتها. من جانب آخر، عبّرت العديد من الدول الداعمة للمعارضة عن ترحيبها لتشكيل حكومة انتقالية، فيما قالت عنه الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي وقطر وتركيا والجامعة العربية، إنه خطوة إيجابية نحو العمل على إسقاط النظام السوري القائم، والحال أن مصادر من الجامعة العربية أشارت إلى أن الدول العربية تستعد لمنح مقعد سوريا إلى حكومة المعارضة الانتقالية خلال القمة المقررة ما بين 27 إلى 28 بالعاصمة القطرية، الدوحة. في المقابل، أشارت صحيفة ''ليبراسيون'' الفرنسية الصادرة أمس إلى أن مسألة تسليح المعارضة ستعرض خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقررة يومي الجمعة والسبت المقبلين بالعاصمة الإيرلندية، دبلن، فيما كشفت الصحيفة أن كلا من باريس ولندن سيحاولان مجددا إقناع دول الاتحاد برفع الحظر على الأسلحة خلال الاجتماع المقرر نهاية شهر ماي، وفي حال استمرار الرفض ستتمكن فرنسا وبريطانيا من التصرف بشكل أحادي، فيما أشار القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا الأميرال جيمس ستافريديس، إلى أن حلف شمال الأطلسي جاهز لتكرار سيناريو ليبيا شرط توفر غطاء موافقة مجلس الأمن.