سيصدر قريبا بالجزائر كتاب يسلط الضوء على موقف هولندا من الكفاح من أجل التحرير الوطني حسبما علم اليوم الاثنين بوهران لدى مؤلفه المؤرخ الهولندي نييك باس. ويعتمد هذا الكتاب الجديد على عدة مصادر وثائقية منها الأرشيف الرسمي والربورتاجات الصحفية المكتوبة والسمعية البصرية لتلك الفترة حسبما أوضحه السيد باس لدى تنشيطه لمحاضرة بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية. وقد صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب تحت عنوان "هولندا وحرب الاستقلال الجزائري"في 2008 باللغة الهولندية وفق المؤلف مشيرا إلى أن النسخة الجديدة المترجمة (ستصدر عن دار النشر البرزخ للجزائر العاصمة) ستتميز بتكملة غنية من الصور الفوتوغرافية لتلك المرحلة. وأبرز هذا المؤرخ الذي يعد أستاذ بجامعة أمستردام في محاضرته الخطوط الرئيسية لبحثه الذي توج بهذا الكتاب الذي أعد بفضل وثائق الأرشيف التي يحتفظ بها بوزارتي الشؤون الخارجية لهولندا وفرنسا والمعهد الدولي للتاريخ الإجتماعي (أمستردام) وكذا الصحافة الهولندية والجزائرية أنذاك (المجاهد). وأشار السيد باس في هذا الإطار إلى أن "حرب الاستقلال الجزائري كانت مثالية ومرادفة للتحرر من وجهة نظر المجتمع المدني الهولندي الذي تجند من خلال عدة أعمال إنسانية وخاصة تجاه الأطفال الجزائريين". وقد تجسد تحسيس الرأي العام بهولندا ابتداء من السنوات الأولى من الثورة التحريرية كما ذكر نفس المتحدث مشيرا إلى العديد من عمليات التضامن على غرار حملات "أنقذوا طفل" و"عمل إعلام الجزائر". وتطرق المحاضر أيضا إلى مبادرات أخرى لمساندة القضية الجزائرية من خلال نشررسائل للتوعية بواسطة إلصاق الإعلانات وعرض أفلام وثائقية ونشر ربورتاجات صحفية. وقد تم تأكيد تضامن الشعب الهولندي -وفقا للسيد باس- حتى بعد الاستقلال مع إنشاء جمعية هولندا/الجزائر من خلالها قدم العديد من العمال في هذا البلد مساهمتهم كمتطوعين في مختلف القطاعات بالجزائر. وعلاوة على تحضير مخطوط لكتابه المقبل أعلن هذا المؤرخ أنه قد شرع في عمل بحثي حول تاريخ رياضة الدراجات والوجوه البارزة لهذه الرياضة خلال القرن العشرين. وأوضح أن هذه الرياضة تعد "مجال البحث في تطور بهولندا" مضيفا أنه قد تابع مؤخرا دورة الجزائر كما إلتقى خلال زيارته الأخيرة للجزائر رياضيين جزائريين كانوا ينشطون في الستينيات. ومن جهته أبرز الباحث الجزائري عمار محند عامر من المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية مساهمة المؤرخ الهولندي كونها تسلط الضوء على "التأثير غيرالمعروف للثورة الجزائريةبهولندا". وللإشارة يندرج هذا اللقاء في إطار برنامج النشاطات الموضوعاتية التي ينظمها المركزالمذكور بمناسبة الذكرى الخمسين لإسترجاع السيادة الوطنية.