وجه وزير الشؤون الخارجية الصحراوي السيد محمد سالم ولد سالك اليوم الثلاثاء نداء عاجلا الى دول العالم للضغط على المملكة المغربية للقضاء على انتاج المخدرات والاتجار بها. وأوضح السيد ولد سالك في ندوة صحفية نشطها بالجزائر العاصمة ان المغرب من خلال اجهزة الدولة (ضباط الدرك والشرطة والقوات المسلحة وضباط المخابرات) "يقوم بإغراق منطقة شمال إفريقيا والساحل بالمخدرات بعدما عززت أوروبا من مراقبة حدودها الجنوبية". وأشار رئيس الديبلوماسية الصحراوية أن جزء كبيرا من المنتوج المغربي من القنب الهندي (85 بالمائة من المنتوج العالمي) أصبح منذ سنة 2009 يمررعبر الحدود المغربية الى كل دول الجوار. وأضاف أن ضباطا سامين يشرفون على هذه العملية "القذرة" يتبعهم عشرات العملاء ممن يقومون بتنظيم شبكات "تنفذ خططا جهنمية وحربا سرية ضد جميع دول المنطقة". واستدل المسؤول الصحراوي في هذا المجال بالتقرير الأخير الصادر عن مكتب الاممالمتحدة الخاص بمراقبة المخدرات والجريمة وتقارير جميع المراكز العالمية التي اكدت بان المغرب "اصبح بالاضافة الى سيطرته على تجارة القنب الهندي عالميا مكانا مفضلا لعبور المخدرات الصلبة القادمة من أمريكا الجنوبية". وأوضح بأن المدخول المغربي من تجارة المخدرات وصل الى ما بين 25 الى 35 مليار يورو سنة 2012 حسب تقديرات المراكز الاوروبية والدولية المتخصصة. وأفاد ايضا بان هذه المداخيل يتم استثمارها في جلب التأييد في حربه في الصحراء الغربية وفي قطاعات البناء والسياحة وتمويل نشاطات مختلفة ومنها خاصة تلك التي تقوم بها اجهزة المخابرات في العديد من الدول. وفي نفس الموضوع أكد الوزير الصحراوي بأن المغرب "يحصل سنويا على مساعدات مالية كبيرة من الإتحاد الأوروبي في إطار إستراتيجية تهدف إلى القضاء على انتاج القنب الهندي في المناطق الشمالية بناحية الريف واستبداله بمنتوجات فلاحية بديلة إلا أن هذه السياسة "فشلت تماما اذ اتضح أن المساحات المزروعة في توسع مستمر والانتاج يتضاعف" حسبه. وفي معرض حديثه عن العلاقة بين المخدرات "المغربية" والحرب في مالي اكد السيد ولد سالك بأن شمال مالي "أضحى مركزا هاما لتجارة المخدرات نتيجة سيطرة الجماعات الارهابية على تلك المنطقة مضيفا بان المغرب "استغل هذه الوضعية ليمرر ما استطاع من المخدرات". وأكد أيضا أن المملكة المغربية وفي إطار ما أسماه ب"السباق على النفوذ بين مختلف الجماعات الإرهابية المسلحة" قامت بإنشاء جماعة خاصة بها أطلق عليها إسم "حركة التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا موجهة أساسا ضد الجزائر وجبهة البوليساريو وذلك بمساعدة عدد من العملاء في المغرب ودول من الساحل. وحسب الوزير الصحراوي دائما فان المغرب يسعى من جهة أخرى الى انشاء اللوبيات ومراكز الدراسات "لتلميع" صورته خاصة في أوروبا والولايات المتحدةالامريكية. و اضاف الوزير الصحراوي بأن المغرب يعمل على نشر تقارير "تحت الطلب" وكتابة و نشر مقالات في اطار دعايته المستمرة ضد الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو في محاولة "يائسة" لالصاق تهمة الإرهاب والمخدرات بكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والإستقلال الوطني الذي يشهد العالم باسره بنبله وعدالته.