أرجعت جبهة البوليساريو تنامي أنشطة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة شمال غرب إفريقيا إلى استمرار ما وصفته ب «إرهاب الدولة المغربية» منذ احتلالها للصحراء الغربية بالقوة العسكرية سنة 1975 وتشجيعها لتهريب المخدرات من خلال تدفقها وتسريبها إلى المنطقة بتواطؤ مكشوف من مخابرات المملكة المغربية، باعتبارها أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم. واتهمت جبهة البوليساريو في بيان لها أول أمس، المخابرات المغربية بترويج المخدرات ورعايتها في المنطقة، كما اعتبر البيان ذاته حسب تقرير منظمة الأمم في تقريرها الصادر في جويلية الماضي، المغرب من بين أكبر الدول المنتجة للقنب الهندي الذي يبقى الأكثر انتشارا واستهلاكا في العالم بمعدل 125 مليون إلى 203 ملايين مستهلك، مشيرة إلى تقرير ديوان الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الذي تحدث عن انتشار وإنتاج القنب الهندي في المغرب وفي أفغانستان، بالإضافة إلى لبنان والنيبال والهند، موضحة أن المساحة المزروعة بالقنب الهندي في المغرب تقدر ب47500 هكتار مع توجيه هذا الإنتاج أساساً إلى أسواق إفريقيا الشمالية وأوروبا الغربية والوسطى، وفقا لما تضمنه التقرير ذاته. وذكرت جبهة البوليساريو بتحذير «عبد الملك السايح» رئيس الديوان الجزائري لمكافحة المخدرات السابق من خطورة فتح الحدود المغلقة من جانب المغرب منذ عام 1994، حين أكد أن فتح الحدود سيؤدي إلى إغراق الجزائر بالمخدرات المنتجة في المغرب، خاصة مخدر القنب الهندي الأكثر استهلاكا في الجزائر. وللإشارة تنشط الكثير من العصابات وبارونات المخدرات في الساحل الصحراوي أين تعمل على تهريب وتمرير المخدرات، بعدما تم تضييق الخناق عليها في الشمال الجزائري من طرف قوات الأمن ووحدات الجيش والدرك، كما أن هذه العصابات تستعمل أسلحة متطورة وسيارات رباعية الدفع الحديثة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الطريقة التي حصلت بها عن هذه الأسلحة المتطورة والعتاد الضخم، حيث باتت شحنات المخدرات التي تمر عبر الساحل الصحراوي محروسة بقوة السلاح، وفي الكثير من الأحيان حدثت اشتباكات بين قوات الجيش أو وحدات حرس الحدود بشكل أدى إلى سقوط أرواح من الجانبين.