7 أشهر من التخطيط أحبطها حاجز للدرك الوطني استغل عون أمن ببنك ''ترست'' بالعاصمة، معرفته تفاصيل المكان الذي يشتغل فيه منذ سنتين ونصف، لوضع خطة هوليودية بطبعة جزائرية من أجل اقتحام المؤسسة المصرفية والسطو على الأموال، ثم الفرار خارج الوطن ليعيش حياة الرخاء والبذخ، لكنّها أحلام تبخرت على مستوى الطريق المزدوج الرابط بين الدارالبيضاء وبن عكنون. بدأ عون الأمن التابع لشركة حراسة جزائرية، والذي تم توظيفه بالبنك الفرنسي ''ترست''، التخطيط للسطو على أموال هذه المؤسسة المصرفية، منذ سبعة أشهر، حسب المعطيات المقدّمة، أمس، من رئيس فصيلة الأبحاث، الرائد عطاء الله طارق، في ندوة صحفية، وهي الفترة التي جنّد فيها الرأس المدبر البالغ من العمر 43 سنة، مسبوقين قضائيا على صلة بأخيه الأصغر سنّا، لتحضيرهم لعملية الاقتحام، فوقع اختياره على 8 مجرمين تتراوح أعمارهم بين 21 و22 سنة، كونهم الأقدر على العملية. وبعد استكمال عدد العصابة، انتقل رأسها المدبّر إلى المرحلة الثانية، عن طريق عقد لقاءات واجتماعات مع عناصر عصابته بالمنطقة المسمّاة ''بلاطو''، بين زرالدة وسحاولة، ليطلعهم على تفاصيل الخطّة التي حدّد فيها نقاط القوة والضعف لمبنى ''ترست بنك'' الواقع في حيدرة بالعاصمة. وتم إثرها استئجار سيارتين سياحيتين من النوع الفاخر، لعدم لفت الانتباه، استعملها أفراد العصابة لمعاينة النقاط المتفق عليها لدخول البنك. وحسب المصدر ذاته، فإن أفراد العصابة كانوا دائمي التردّد على محيط البنك خلال فترة ال7 أشهر، ليعتاد أعوان الحراسة وسكان الحي على وجوههم درءا للشبهة، غير أن الإشكال الوحيد الذي واجه المدبر كانت كيفية حصولهم على مفتاح خزانة البنك ورقمها السري من القابض المركزي، فاهتدى الرأس المدبر إلى اختطاف القابض واقتياده نحو البنك خلال الفترة المسائية. ولم تكن عملية الاختطاف سهلة، بل حسب لها أفراد العصابة ألف حساب، وذلك عن طريق قيامهم بتتبع القابض المركزي للبنك إلى غاية بيته في السحاولة بالعاصمة ثلاث مرات متتالية، فيما مرّوا إلى تنفيذ الاختطاف في المرة الرابعة، عن طريق اعتراض طريقه في ممر تكثر فيه الممهلات، وقاموا بتكميم فمه ووضعه ممدّدا في المقعد الخلفي للسيارة. لكنّها عملية لم تدم سوى دقائق، حيث تفاجأ أفراد العصابة بحاجز دوري للدرك الوطني، وهو ما استغله القابض لدى سماعه بالحاجز الأمني، فقام بكسر زجاج النافذة للفت انتباه عناصر الدرك الوطني. وخوفا من وقوعهم في قبضتهم، لاذوا بالفرار، فيما تم توقيف أحدهم الذي حدّد جميع هويات بقي أفراد العصابة. وتم تقديم أفراد العصابة الذين سقطوا في ال48 ساعة الأخيرة، أمام وكيل الجمهورية بتهمة تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة والتهديد بالقتل والخطف، وأمر بإيداعهم، أمس، الحبس المؤقت.