لايزال قاتل الطفلة شيماء، يوم 12 ديسمبر الماضي، بالمعالمة في العاصمة، حرّا طليقا، في الوقت الذي تنتظر عائلة يوسفي ساعة القصاص لابنتها، حيث تواصل مصالح الدرك الوطني تحقيقاتها للقبض على المجرم الذي اختفى بعد أيام من ارتكاب الجريمة. مازال الغموض يكتنف قضية الطفلة شيماء التي تعرّضت لعملية اختطاف من منزلها، حيث لم تفض التحقيقات المستمرة لأي معلومات إضافية للرأي العام. واستغرب مراقبون استمرار حالة الفرار بالنسبة للمتهم الذي تم تحديد كافة أوصافه من طرف الجهات الأمنية، خاصة أنه لم تظهر عنه أي أخبار منذ خمسة أشهر. الأربعاء الأسود الذي يتذكره سالم، والد الطفلة شيماء، وهو الذي لا تفارق صورتها مخيّلته بعد العثور عليها جثة هامدة بالمقبرة، اختار العودة إلى ولاية الوادي مسقط رأسه، وقد أكد ل''الخبر'' من واد سوف، أنه اختار الابتعاد عن هرج العاصمة الذي تسبّب له في فقدان أغلى ما يملك. وقال بنبرة تكسوها الحسرة، إنه يتمنى لو يرجع به الزمن إلى الخلف ولا يغادر ولايته أبدا، بعد الفاجعة التي ألمت به. لا جديد يذكر وعن مستجدات القضية، أكد والد شيماء أنه لم يتحصل بعد على أي معلومات إضافية، حيث تم إشعاره، مؤخرا، وقبل مغادرته للعاصمة، بأن محكمة الشرافة ستشرع في معالجة قضية ابنته، بعدما ثبت تطابق الحمض النووي للقاتل مع العيّنات التي رفعت من على جثة ابنته، حيث أوضح أن الجهات المعنية أكدت أنه سيتم الشروع في المحاكمة غيابيا ضد القاتل المتواجد في حالة فرار ''إلا أنه لم تتخذ أي إجراءات لحد اليوم''، حيث لم يستقبل المتحدث ''أي استدعاء من طرف هيئة المحكمة، كما لم يتم برمجة أي جلسة لهذا الغرض''. وأضاف الوالد أنه متلهف للحظة التي سيرى فيها قاتل ابنته بين القضبان، للتأكد من أنه سيلقى جزاءه عن الجرم الذي ارتكبه في حق شيماء ''ناهيك عن أن كافة أفراد العائلة ينتظرون، من جهتهم، مستجدات القضية''، وأشار في سياق حديثه إلى أن التأخر في معالجة القضية قد يرجع إلى المجهودات التي تبذل من طرف الجهات الأمنية في القضية. ولم يخف سالم رغبته في معالجة القضية بأسرع وقت ممكن، إلا أنه أكد ثقته في مصالح الدرك التي تسهر على متابعة الملف. جيران ومعارف الضحية في بلدية المعالمة، أكدوا أنهم ينتظرون القبض على القاتل الذي اختفى دون أن تظهر عنه أي معلومات، وأشاروا إلى أنه اختفى نهائيا قبل العثور على جثة الطفلة شيماء، بعد إطلاق سراحه من طرف مصالح الدرك، حيث كان قد خضع لتحقيقات معمّقة لمدّة 4 أيام، والتي كانت تستمر إلى غاية ساعات بعد منتصف الليل. الدرك: ''لم نلق القبض على القاتل بعد'' وفي اتصال ب''الخبر''، أكد المقدم عبد الحميد كرود، مسؤول خلية الإعلام والاتصال على مستوى قيادة الدرك الوطني، أن التحرّيات الأمنية للقبض على قاتل الطفلة شيماء يوسفي ماتزال متواصلة، وأوضح أن القاتل مبحوث عنه حاليا من طرف كل الدوريات الأمنية، بعدما تم التعرّف على هويته بدقة وتعميم أوصافه لدى كافة الدوريات الأمنية والحواجز ونقاط التفتيش المنتشرة عبر ولايات الوطن. وقال إنه على المواطنين أن يكونوا متيقنين بأن مصالح الدرك ستحرص على تقديم المجرم للعدالة مباشرة، ومتابعة إجراءات المحاكمة عقب توقيفه، ذلك أن الحفاظ على حقوق الضحايا وأهاليهم يعدّ الشغل الشاغل بالنسبة للمصالح ذاتها. ورفض محدثنا تقديم تفاصيل أكثر عن أوصاف الجاني، مكتفيا بالقول إن التحقيقات تتم في سرية تامة، وأن مصالح الدرك تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى القبض على الجاني وتقديمه للعدالة في أقرب الفرص. يذكر أن النائب العام لمجلس قضاء البليدة توعد بإنزال أقصى العقوبات على ''مرتكب أو مرتكبي الجريمة''، في محاولة منه لطمأنة الرأي العام الذي ثار سخطا ضد الجريمة التي تلتها جريمة الطفلة سندس ببلدية الدرارية، ومهدي من غرداية، قبل أن تنتهي سلسلة الجرائم باختطاف وقتل الطفلين ابراهيم وهارون في قسنطينة.