تحتضن العاصمة الموريتانية نواقشوط، يوم الثلاثاء القادم، الدورة العاشرة لاجتماع وزراء خارجية دول غرب المتوسط المعروفة بمجموعة حوار (5 زائد 5)، ومن المقرر أن يتم خلال هذا الاجتماع تدارس العديد من قضايا الساعة ذات الاهتمام المشترك، منها المسلسل الديمقراطي في المنطقة والوضع في مالي ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في المجال الأمني ومراقبة الحدود، إلى جانب توطيد التعاون الاقتصادي الأورو متوسطي وإنعاش الاستثمارات، وكذا في مجالات الطاقات المتجددة والأمن الغذائي والثقافة والشباب. لكن قمة وزراء الخارجية من شأنها أيضا مناقشة الانسحاب الفرنسي من شمال مالي، وما يمكن أن تقدمه دول غرب حوض المتوسط للحكومة المالية. وقالت مصادر فرنسية إنه من المتوقع أن تتطرق مناقشات المجموعة إلى قضايا الإرهاب في منطقة الساحل وسوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية. يذكر أن مبادرة 5 + 5 تجمع دول المغرب العربي ودول حوض المتوسط الأوروبية مالطا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، وقد تم تأسيس المبادرة الإقليمية سنة 1990 من أجل التبادل والحوار بين البلدان المتوسطية الأوروبية والإفريقية. وقالت مصادر رسمية في العاصمة الفرنسية باريس إن وزير الخارجية، لوران فابيوس، سيتوجه إلى موريتانيا للمشاركة في القمة، لكنه قبل ذلك سيجتمع بالمسؤولين الموريتانيين وفي مقدمتهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وقالت المصادر إن فابيوس سيوقع، خلال الزيارة، على ''وثيقة إطار تعاوني بين البلدين، تتعلق بأوجه العلاقة في الفترة من 2013 وحتى 2015 ، وخاصة سبل دعم التنمية المستدامة والحوكمة والتعاون العلمي والثقافي بين باريس ونواقشوط''. وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن بلاده بدأت بسحب القوات الفرنسية من مالي ابتداء من الشهر الجاري، وقد نشرت فرنسا نحو 4000 من قواتها البرية وطائرات حربية ومركبات مدرعة في العملية التي تقوم بها في مالي منذ أسابيع، والتي أنهت سيطرة جماعات إرهابية على بلدات الشمال، ومن المقرر أن تسلم المهمة تدريجيا لقوة إفريقية تدعمها الأممالمتحدة وتضم نحو 8000 جندي. وقد تم بالفعل نشر 3800 جندي من هذه القوة. وتريد باريس وحلفاؤها منع الإسلاميين من استخدام صحراء شمال مالي قاعدة لشن هجمات على الغرب والبلدان الإفريقية المجاورة. وسيكون الاجتماع العاشر لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة 5 + 5 ثاني موعد متعدد الأطراف يشارك فيه القادة المغاربيون بأجندة موحدة، منذ إنشاء آلية موحدة في الرباط في فيفري العام الماضي. ويمثل الجزائر في هذا اللقاء مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية. ويبحث اجتماع نواقشوط أيضا إعادة صياغة نمط جديد للشراكة بين بلدان الضفتين في التعاون الأمني، وظاهرة الهجرة، كما يفتح اللقاء الملف السوري.