وصف قويدر مطاير، رئيس جمعية ''الأفق الجميل'' النشطة في مجال التراث، وهران ''بمدينة الحصون بامتياز في حوض البحر الأبيض المتوسط''، خلال تقديم الدليل الجديد بعنوان ''وهران مدينة الحصون''، أول أمس، بمقر المجلس الشعبي البلدي لوهران، بحضور العديد من المهتمين بالمعالم الأثرية والتراث، داعيا، بالمناسبة، وزارتي الثقافة والتعليم العالي إلى تخصيص ميزانية للبحث في الآثار، بمباشرة حفريات في الموقع المهجور حاليا. واستغرق العمل على الدليل، حسب قويدر مطاير، سنوات من البحث في تاريخ الحصون العسكرية المتواجدة بوهران، من خلال الأرشيف المتواجد في المكتبات الفرنسية والإسبانية والتركية، والمقدرة بثلاثين منشأة عسكرية محصنة، من قصور، أبراج، مواقع حراسة وأبواب، ما جعل من وهران أكثر المدن المتوسطية تحصينا. وتحمل هذه المنشآت عادة أسماء إسبانية، وأهمها مرسى الكبير، روز ألكازار، سانتا كروز، كاستيو فيخو (القصر القديم) والأبواب المحصنة لكناتسيل، تلمسان وسانتون، والكل مرتبط بنظام ممرات أرضية عملاقة تسمح بالتنقل بسهولة، وهي متواجدة لحد الآن. ويرجع المتحدث هذا الكم الهائل من الحصون لمدينة بكثافة سكينة لا تفوق 10 آلاف ساكن، إلى أهمية الموقع الجيو استراتيجي لوهران، في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي كان تحت سيطرة قوتين بحريتين هما إسبانيا والدولة العثمانية، ابتداء من القرن السادس عشر. ويعتبر هذا التراث كنزا بالنسبة للمدينة، يمكن استثماره في الجانب الثقافي والسياحي بعد تصنيفه طبعا كتراث عالمي، لتصبح سانتا كروز بعدها أكثر من رمز لوهران في بطاقة بريدية، بل موقعا للذاكرة يروي تاريخ من تعاقبوا على هذه المدينة على مر العصور.