خلفت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على شمال غرب الوطن، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، قتيلين في وهران ومعسكر، وخسائر مادية لم يتم إحصاؤها بعد، بسبب استمرار عمليات الإغاثة وفتح الطرقات ورفع الردوم إلى غاية نهار أمس. عثرت مصالح الحماية المدنية على طفل ميتا داخل حقل للشعير بدوار السحانين ببلدية ماوسة في معسكر، بعدما جرفته سيول الأمطار، في حين توفي شخص في حي الصنوبر بوهران، إثر انهيار المسكن الذي يقيم فيه، وتعرض شقيقه لجروح، أول أمس الخميس. وتسببت الأمطار الطوفانية، التي لم تتوقف طيلة أكثر من 55 ساعة على كامل الجهة الشمالية الغربية للوطن، في عرقلة حركة سير المركبات عبر عدد من المحاور والطرقات بولاية معسكر، جراء تجمع المياه لعدم فعالية البالوعات، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية عدة طرق ولائية ووطنية مقطوعة. كما تسربت الأمطار المختلطة بالمياه القذرة إلى سكنات دوار أولاد بالجيلالي، وحاصرت 700 عائلة بحي بن شنين بالمحمدية و60 عائلة بدوار أولاد بالخير بسيدي عبد المومن. كما أبدى سكان بلديات المامونية وماوسة وعين فكان وتيغنيف تخوفهم، بعد امتلاء الأودية، من خطر. وفي غليزان، قطع العشرات من سكان حي برمادية، الذي تقطنه نحو 30 ألف نسمة، الطريق المؤدي إلى حيهم والذي يربطهم بعاصمة الولاية، مهددين بتصعيد الاحتجاج ما لم تتدخل المصالح المعنية لفك الحصار الذي ضربته مئات الأمتار المكعبة من مياه الأمطار التي تسربت إلى بيوتهم وقطعت الطرقات، وطالبوا بحضور السلطات الولائية للوقوف على حجم الأضرار المادية التي خلفتها مياه الأمطار، حيث أرجعوا السبب المباشر إلى انسداد البالوعات جراء أشغال تعبيد الطرقات، وهو الوضع الذي عاشه سكان حي 1026 والشانطي حيث فاق تسرب المياه المتر. وفي تيارت، تسببت الأمطار في قطع حركة المرور، عشية أمس الأول، لمدة فاقت الساعة، على مستوى منطقة عين الكحلة قرب بلدية الرحوية 39 كلم شمالي عاصمة الولاية، على الطريق الوطني رقم 23، بسبب فيضان الوادي. وقال شهود عيان إن المياه كادت تجرف سيارة، ما أثار الذعر وسط سائقي السيارات الذين توقفوا مخافة حدوث مكروه، إلى أن انخفض منسوب المياه. محتجون بوهران قطعوا الطرقات بالمتاريس والعجلات المطاطية تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، نهاية الأسبوع، في اندلاع أحداث شغب واسعة بوهران، جرت أطوارها في العديد من الأحياء الشعبية، وكان أبطالها عشرات الشباب عبّروا عن غضبهم من المياه التي غمرت منازلهم، بالعجلات المطاطية وقطع من الأشجار التي أضرموا فيها النيران وقطعوا بها العديد من الطرقات الحيوية، لاسيما الطريق المزدوج المؤدي إلى مطار بن بلة الدولي. وكانت بداية الاحتجاجات بحي فلاوسن الشعبي، الذي عمد فيه المحتجون إلى شل كل الطرقات المؤدية باتجاه مناطق سيدي الشحمي، وحي النجمة، والآمال، والأمير عبد القادر، وبلدية البرية، الأمر الذي تسبب في غبن كبير للمواطنين، لاسيما أن هذه المناطق بها كثافة سكانية هائلة، حيث ظلت ألسنة النيران تتصاعد من العجلات المطاطية التي توسطت كل الطرق المحيطة بالمكان، أمام مراقبة مصالح الأمن التي ظلت تراقب الوضع عن كثب، دون الدخول في مواجهات مباشرة مع الشباب الغاضب. وقد حمل المحتجون السلطات المحلية مسؤولية الوضع. وغير بعيد عن حي البركي، عاش حي الضاية نفس السيناريو، حيث ظل الجو مكهربا طيلة اليوم، بعد أن احتل المحتجون، بمن فيهم بعض النسوة، الطرقات وبالتحديد جسر مفترق الطرق الباهية، وشلوا حركة السير فيه احتجاجا على الوضعية الكارثية التي آل إليها حيهم، وفضحتها مياه الأمطار التي تهاطلت دون انقطاع لمدة 30 ساعة متتالية، الأمر الذي اضطر مصالح الأمن إلى منع السير فيه تجنبا لأي صدامات، مع صرف أصحاب السيارات باتجاهات بعيدة. وهو نفس الوضع الذي شهدته منطقة رأس العين التي عرفت مقتل مواطن انهار عليه جدار منزله.