دعا الإعلامي لزهاري لبتر إلى ثورة للصحفيين الجزائريين من أجل إخراج الإعلام الجزائري من القيود التي تفرضها عليه السلطة، ورفع مطالب تتعلق بتحرير الإشهار من احتكار الدولة بما يسمح بإنتاج إعلام هادف وقوي. وقال لزهاري لبتر، لدى نزوله ضيفا على العدد السادس من ''فوروم'' صحفيي ولاية تيبازة، تحت عنوان ''50 سنة صحافة''، بالمركب الثقافي عبد الوهاب سليم بشنوة، إن السلطة تفتقد للإرادة السياسية في رفع القيود عن الصحافة ومراجعة ترتيب الجزائر في مجال حرية التعبير عالميا. وأكد المتحدث أنه من غير الممكن أن تصنع الصحافة الجزائرية الاستثناء في ظل تراجع مختلف القطاعات رغم امتلاكها تجربة رائدة. وحسب ضيف ''الفوروم''، فإن الجزائر لم توظف المال والكفاءات الصحفية في إنتاج إعلام قوي: ''كان على الجزائر، التي تملك كل المؤهلات، أن تنتج قناة ك''الجزيرة'' بمحتوى آخر بدل قطر الدولة الصغيرة التي أقامت ثورة إعلامية في العالم''، مستغربا في السياق الإبقاء على الصحف العمومية، في الوقت الذي يشهد العالم تحولات جذرية في مجال الإعلام. كما دعا لبتر إلى ضرورة توحيد الصفوف من طرف المهنيين لكسر القيود المفروضة على الإشهار الذي تحتكره الدولة من خلال الوكالة الوطنية للإشهار، التي قال إنها مسيرة من طرف جهات في السلطة. وتساءل عن المبررات التي يمكن أن تطرح لمنح الاحتكار لهذه الوكالة في توزيع الإشهار، عدا الخنق الإعلامي. ويرى ضيف ''الفوروم'' أن العديد من ملاك الصحف خانوا روح المغامرة الإعلامية، وبرر ذلك بكون أغلبية الصحف الموجودة حاليا تساند سياسة النظام، حفاظا على حياتها، بسبب القيود المفروضة على الإشهار وإشكالية الديون المطبعية، الأمر الذي يستدعي إحداث ميزان قوة من جانب الصحفيين وهبة لإعادة تفعيل المجلس الأعلى لأخلاقيات المهنة، الذي بإمكانه تطهير قطاع الصحافة من الطفيليين. مضيفا أن مخابر السلطة أنتجت صحافة شبه عمومية من أجل منافسة الصحافة الحرة لإضفاء المزيد من العراقيل أمام تطلعاتها، فيما لم تفكر في إنتاج إعلام قوي يرد على القنوات الأجنبية التي تحاول في كل مرة تشويه صورة الجزائر. وقال إن الرئيس الأسبق، اليمين زروال، هو الوحيد الذي تفطن لهذه القضية وبادر بالتأسيس لإعلام مؤسساتي في هذا الاتجاه، لكن دون أن ترى مبادرته النور. وفي تقييمه لواقع الصحافة الجزائرية، قال لزهاري لبتر إن ما كسبته الصحافة بعد أحداث أكتوبر 1988 من حرية أضاعته اليوم في النوعية.