تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى اللقاء المرتقب بين وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، نهاية الأسبوع الحالي، في محاولة متجددة لإيجاد أرضية للتوافق الثنائي لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، في وقت موسكو متمسكة ببقاء نظام الأسد مع بعث حوار وطني بين أطراف النزاع، فيما تدعو الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ضرورة تنحي الأسد عن الحكم وتسليم السلطة للمعارضة. يأتي اللقاء الروسي الأمريكي المرتقب على خلفية الحديث عن استخدام السلاح الكيميائي من طرف الجيش النظامي، بالنظر لتأكيد الرئيس باراك أوباما على أن ''وجود دلائل على استخدام النظام السوري للكيميائي يُلزم أمريكا بتغيير في موقفها من التدخل العسكري''، في حين جاء الرد الروسي مؤكدا رفض أي نوع من التدخل بالقوة لتنحية النظام، في إشارة إلى عدم اتخاذ السلاح الكيميائي ذريعة لهذا التدخل''. ولعل تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني، عقب لقائه بنائب وزير خارجية روسيا، بوغدانوف، دليل آخر على عزم روسيا على الدفاع عن بقاء النظام السوري، إذ أكد حسن نصر الله أن ''لسوريا أصدقاء يحمونها ولن يسمحوا بسقوطها''، الأمر الذي اعتبره المراقبون تصريح حرب، وإن جاء على لسان نصر الله إلا أنه يعبر عن وجهة نظر إيرانية روسية، وفي ذلك إشارة إلى أن أي تدخل عسكري من طرف العواصمالغربية، بما فيها أمريكا، لن يكون ''محدودا''، وإنما سيشهد تدخل قوى إقليمية أخرى تقف في صف النظام السوري. وقد اعتبر المراقبون أن سبب تردد الرئيس الأمريكي في حسم موقفه من الحل العسكري، هو انتظار لقاء جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف. وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة ''واشنطن بوست''، في عددها الصادر أمس، نقلا عن مصادر دبلوماسية من الأممالمتحدة، أن المبعوث الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قدم استقالة شفهية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أن يتم تقديمها بشكل رسمي في الأيام القليلة القادمة، في تأكيد على أن إدارة البيت الأبيض الأمريكي طلبت من الإبراهيمي تأجيل الاستقالة إلى ما بعد اللقاء الروسي الأمريكي، مع العلم أن ذات المصادر التي أوردتها الصحيفة الأمريكية أكدت أن إدارة البيت الأبيض أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة عدم تحبيذها فكرة تعيين وسيط دولي آخر، بعد فشل اثنين من أحسن الدبلوماسيين الدوليين في التوصل لحل الأزمة، ويتعلق الأمر بالأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي. من جهة ثانية، أفادت التقارير الواردة من سوريا أمس، استمرار الاشتباكات في مناطق متفرقة من المحافظات السورية، فيما ندد بيان صادر عن ائتلاف المعارضة بما أسماه ''صمت المجتمع الدولي إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريون من طرف الجيش النظامي''، في إشارة إلى المجزرة الجديدة التي حدثت في مدينة بانياس، على حد تعبير المرصد السوري لحقوق الإنسان.