الجيش الحر يتأهب لمعركة السيطرة على مطار دمشق الدولي خلص اجتماع دبلن الثلاثي بين وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون، والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، إلى إمكانية منح فرصة لتفعيل مبادرة الحل السياسي للخروج من الأزمة السورية، حيث اتفق المجتمعون على أنه بالرغم من خطورة الوضع إلا أنه لا بد من ''الابتعاد عن سيناريوهات الحل العسكري''. واعتبر المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي أمس أن النقاش كان ''بناء''، حيث تم تحديد موعد ثلاثي جديد بحر الأيام القليلة القادمة من أجل مناقشة ما أسماه ''تفاصيل تجسيد خطة الحل السياسي''، مع العلم أن المجتمعين اتفقوا على أن الخطة ترتكز على أساس اتفاقية جنيف القاضية بالوصول إلى مرحلة انتقالية لتنظيم انتخابات تشرف عليها الأممالمتحدة. في السياق كشفت صحيفة ''راديكال'' التركية الصادرة أمس عن توصل تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بضرورة التوصل لخطة تغيير سياسي في سوريا لتفادي تدخل عسكري خارجي، وذكرت الجريدة نقلا عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن الخلاف القائم بين الدولتين يتعلق حول ما إذا سيكون التغيير بوجود الأسد، مثلما تدعو إليه روسيا أو بدونه مثلما تسعى إليه تركيا، وتحدثت المصادر عن تخوف أنقرة من إمكانية تعفن الوضع عسكريا على حدودها مع سوريا، ما قد يسمح بتسرب السلاح للانفصاليين الأكراد. في هذه الأثناء، زار الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون مخيمات اللاجئين السوريين في كل من الأردن وتركيا ووقف على الظروف المأساوية التي يعيشون فيها، فيما أكدت المنظمات الإنسانية الناشطة في سوريا أن حوالي مليون شخص باتوا يعانون من الجوع مع اقتراب فصل الشتاء، ما استدعى بان كي مون لطلب تقديم المزيد من المساعدات للاجئين. بالموازاة، استمرت تحذيرات العواصمالغربية من مغبة لجوء النظام السوري لاستعمال الأسلحة الكيميائية، وطالبت برد فعل من طرف المجتمع الدولي، في الأثناء كشف سفير روسيا في حلف شمال الأطلسي، ألكسندر غروشكو، أن موسكو لا تملك أي معلومات حول نية النظام السوري استخدام الكيميائي في حربه ضد المعارضة المسلحة، الجدير بالذكر أن الكونغرس الأمريكي أكد على منح الضوء الأخضر للرئيس الأمريكي باراك أوباما للمشاركة في أي تدخل عسكري في حال تأكد الاستخبارات الأمريكية من استعداد الجيش السوري النظامي استخدام السلاح الكيميائي. من جانب آخر، ينتظر تنظيم، الأسبوع المقبل، اجتماع أصدقاء سوريا في مدينة مراكش المغربية، حيث من المقرر أن يتطرق الاجتماع إلى سبل دعم السوريين من حيث المساعدات الإنسانية حاليا وبعد إسقاط النظام من خلال تمويل مشاريع إعادة بناء سوريا. ميدانيا، تواصلت الاشتباكات في العديد من المحافظات السورية، فيما أشار الجيش السوري الحر على لسان العقيد، رياض الأسعد، إلى أن الجيش الحر أصبح يسيطر على محيط مطار دمشق الدولي استعدادا لمعركة السيطرة على المطار، حيث دعا مقاتلو المعارضة المدنيين لتجنب التوجه للمطار تحسبا لمعركة الحسم.