أيّد أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي التدخل العسكري في سوريا، بعد الحديث عن امتلاك دمشق لأسلحة كيميائية تنوي استخدامها ضد الشعب، فيما واصلت بريطانيا سعيها لتأييد المعارضة، وسط حديث عن تقهقر في الثقة من جانب روسيا نحو نظام الأسد. أعلن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي تأييدهم لأي إجراء عسكري قد يتخذه الرئيس باراك أوباما ضد الحكومة السورية، في حالة تأكده من اعتزام الرئيس بشار الأسد استخدام أسلحة كيماوية ضد الشعب السوري. وأضافت المجموعة التي يقودها السِناتور الجمهوري جون ماكين والسِناتور المستقل جو ليبرمان، أن الكونغرس الأمريكي متحد في دعمه للرئيس أوباما في حالة عزمه اتخاذ أي عمل عسكرى ضد الحكومة السورية يتعلق بالحد من فرص استخدامها لتلك الأسلحة، حيث قال السناتور الجمهوري جون ماكين إنه في حالة تأكد الاستخبارات الأمريكية أن الرئيس السوري ينوى استخدام الأسلحة الكيماوية فمن الضروري أن نمارس الخيارات التي تمنع حدوث ذلك، كما أنه من الضروري أن يعلم بشار أنه في حالة استخدامه الأسلحة الكيماوية فإننا متحدون في دعمنا للرئيس أوباما كي يستخدم القوة العسكرية للإطاحة بنظام الأسد". وأضاف في نفس السياق السناتور المستقل جو ليبرمان قائلا "إن أفضل طريقة لردع بشار الأسد هو إقناعه بأنه إذا استخدم الأسلحة الكيماوية فإن ذلك سيشكل نهاية لنظامه لأن الأسرة الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة ستقود حملة للإطاحة به". وعلى صعيد آخر، قال الوزير البريطاني لشؤون أوروبا ديفيد ليدينغتون في بيان للبرلمان: "بعدما نجحنا في تعديل الحظر الأوروبي على الأسلحة ومجموعة العقوبات بتحديد فترة تمديد لثلاثة أشهر، سندعم من جديد تعديل حظر الأسلحة قبل انتهاء المدة في مارس 2013 بطريقة توفر المرونة الكافية لزيادة الدعم العملي للمعارضة السورية". وكان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قد قال إن الولاياتالمتحدة "قلقة جدا" حيال إمكانية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية للتصدي لتقدم المعارضة المسلحة، مكررا تحذير أمريكا للرئيس بشار الأسد. وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أن دمشق تقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز أسلحة كيميائية، وخاصة غاز السارين. وفي نفس الموضوع، قالت كلينتون التي التقت وزير الدفاع الروسي سيرغي لافروف لمناقشة الأزمة في سوريا، قبيل الاجتماع، إن الأحداث على الأرض في سوريا تتسارع، ويبدو أن الضغوط على النظام تتزايد داخل وحول دمشق. وأضاف الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة لسوريا، والذي نسق اللقاء بين الطرفين الأمريكي والروسي، إن الجانبين لم يحققا تقدما كبيرا ولكنهما يبحثان عن حل "خلاق" للمأزق. وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية إن لقاء كلينتون ولافروف والإبراهيمي كان بنّاء، وإن المسؤولين الأمريكيين والروس سيعقدون اجتماعا جديدا مع الإبراهيمي في الأيام القليلة المقبلة. وفي مؤشر على أن صبر روسيا حيال الأسد بدأ ينفذ، نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن زعيم حزب بوتين في البرلمان قوله إن الحكومة السورية لم تعد قادرة على العمل. وقال فلادمير فاسيلييف "كنا ومازلنا نرى أن الحكومة الحالية في سوريا يجب أن تقوم بعملها ولكن الوقت أظهر أنها لم تعد قادرة على ذلك". من جهة أخرى، اتهمت دمشق الغرب باستخدام مسألة الأسلحة الكيميائية لتبرير التدخل العسكري في سوريا مستقبلا واصفة ذلك بالمسرحية، في حين حذّرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الملاحقة القضائية إذا استخدمت هذه الأسلحة. فقد قال نائب وزير الخارجية السوري أول أمس، الخميس، إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن الخوف من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية تمهيدا للتدخل في البلاد، وأضاف فيصل مقداد، بمقابلة مع تلفزيون المنار اللبناني التابع لحزب الله، أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أمريكيين وأوروبيين قولهم إن سوريا تجهز أسلحة كيميائية ويحتمل أن تستخدمها "مسرحية". وقال أيضا إن سوريا "تؤكد مجددا للمرة العاشرة بعد المائة أنها إذا كانت تملك هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد الشعب لأنها لا تريد أن تقدم على الانتحار"، مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد سيواصل حربه ضد المعارضة بالرغم من الضغوط الأجنبية وأن السلطات السورية لن تشغل نفسها بهذه الحرب النفسية وستستمر في معركتها ضد الإرهاب".