استنكرت عديد من الاوساط الدولية "بشدة" الهجوم الذي استهدف قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة في منطقة "أبيي" المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان (يونيسفا) أول أمس السبت والذي خلف مقتل 21 شخصا من بينهم زعيم قبيلة وجنود أمميين داعية لى العمل على عدم تقويض آفاق السلام والتعاون بين البلدين. وأدانت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي انكوسازانا دلاميني وما في بيان "بشدة" الهجوم مؤكدة أن هذه الجريمة تهدد استقرار أبيي وتقوض من التقدم الذي حققته كل من السودان وجنوب لسودان في التعامل مع التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية". ودعت السيدة زوما حكومة السودان الى العمل على حقيق على "العمل على تقديم كل المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة على الفور" كما دعت قيادة السودان وجنوب السودان إلى تخاذ الخطوات اللازمة لضمان ألا يخرج الموقف الراهن عن نطاق السيطرة. وأكدت زوما "الدعم الكامل للاتحاد الإفريقي لقرارات التي اتخذتها لجنة الاشراف المشتركة لمنطقة أبيي وخاصة فيما يتعلق بأن تكون أبيي منطقة خالية من الأسلحة بموجب تفاق لترتيبات المؤقتة من أجل إدارة وأمن المنطقة والذي وقعه السودان وجنوب السودان في 20 جوان 2011". ومن جهته حث زير الخارجية الاثيوبي تادروس أدهانوم اليوم حكومتي السودان وجنوب السودان وكذلك قبائل "الدينكا" و"المسيرية" بمنطقة أبيي لمتنازع عليها على التمسك بالهدوء وتجنب أي تصعيد لهذا الحادث المؤسف. وقال بيان لوزارة الخارجية الاثيوبية إن الوزير دهانوم يدين مثل هذه الجرائم والتي "تخاطر بتأجيج التوتر بمنطقة أبيي" وانه يتقاسم نفس المشاعر التي عبر عنها الأمين العام للأمم لمتحدة بان كي مون والذي حث حكومتي السودان وجنوب السودان وكذلك قبائل الدينكا والمسيرية بمنطقة أبيي على التمسك بالهدوء تجنب أي تصعيد لهذا الحادث المؤسف. كما نددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ليوم بتجدد الاشتباكات في منطقة أبيي معربة عن "أسفها" للحادث وطالبت بإجراء "تحقيقات شفافة"وتقديم المسؤولين عنه إلى لعدالة. واكدت اشتون ضرورة أن تعمل حكومتا البلدين دون تأخير على تنفيذ مضمون اتفاقات 20 جوان 2011 ومواصلة لحوار للتوصل إلى إتفاقات نهائية تضمن تعايش كافة الأطراف بسلام. كذلك شدد وزير الخارجية البريطانية لشؤون فريقيامارك سايموندز اليوم على ضرورة وضع حل لمشكلة أبيي بين دولتي السودان وجنوب السودان لتهدئة الأوضاع بين البلدين يما بعد مقتل زعيم قبيلة /دينكا/. وطالب سايموندز في بيان رسمي جميع الجاليات في منطقة أبيي بإظهار ضبط النفس موضحا ان "هذا الحادث يشير إلى الحاجة الملحة لحكومتي السودان وجنوب السودان إلى تطبيق الإتفاقات الموقعة بينهما والتي تقيم ؤسسات مؤقتة دون أدنى تأخير وأن يحققوا تقدما في تحديد مستقبل منطقة أبيي". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي ون أدان الهجوم القاتل الذي وقع في منطقة ابيي والذي اسفر عن مقتل زعيم قبيلة "دينكا نقوك" وعنصر من بعثة حفظ السلام التابعة لامم المتحدة واصابة اثنين اخرين من البعثة بجروح خطيرة. --تحركات إقليمية ودولية لاحتواء تداعيات مقتل زعيم لدينكا-- وأكد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميانج دوت وول اليوم أن تحركات إقليمية ودولية مكثفة تسعى لاحتواء داعيات مقتل ناظر عمومو من قبائل (الدينكا نقوك) يوم السبت الماضي في منطقة (آبيي) والحيلولة دون حدوث انفلاتات بالمنطقة. في تصريح لصحيفة (الرأي العام) الصادرة اليوم بالخرطوم قال دوت وول "إن هناك جهودا مطمئنة لاحتواء الموقف" مشيرا إلى ان إتصالات تمت بين الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوب سوداني سلفاكير ميارديت من جهة وبين رئيس الوزراء الإثيوبي الرئيس الكيني سلفا من جهة أخرى". وكان رئيسا السودان عمر حسن البشير وجنوب السودان سلفاكير ميارديت اكدا أن لأحداث التي شهدتها منطقة "آبيي" لن تؤثرعلى ما تحقق من سلام بين الدولتين. واتفق الرئيسان خلال اتصال هاتفي بينهما لى تفعيل كافة الآليات التي من شأنها أن تحقق العدالة والاستقرار بين البلدين وتنظيم العلاقة بين شعبي المنطقة وأكدا على ضرورة ستمرار اللجنة الاشرافية لآبيي في الانعقاد. ونقلت صحيفة "المجهر" اليوم عن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين قوله أن اتصال الرئيسين أكد على ضبط النفس بغرض تهدئة الموقف في آبيي على الأرض ومنع الصراع القبلي بين قبائل المسيرية و لدينكا نقوك والسيطرة علىالأهالي هناك. وكشف الوزير عن تحركات يقودها الأعيان من المنطقة وقادة الإدارة الأهلية لاحتواء الموقف موضحا أن الأوضاع في آبيي هادئة على الأرض. فيما أبدى حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم بالسودان "أسفه لشديد" للأحداث التي شهدتها منطقة "آبيي" داعيا الى ضبط النفس وعدم التسرع في إطلاق الأحكام دون انتظار نتيجة التحقيق لمحايد ول الأحداث. وقال الناطق الرسمي بإسم الحزب عقب اجتماع قطاعه السياسي ليلة امس برئاسة الحاج آدم يوسف نائب الرئيس لسوداني أن "الحادث ينبغي أن يدفع السودان وجنوب السودان للمضي في تنفيذ الاتفاقيات التي وقع عليها البلدان وآخرها الاتفاق لى لجنة للإشراف على أبيي وعقد مؤتمر بعد اسبوعين للإدارة الأهلية لبحث المستجدات الأمنية بالمنطقة". وأعرب عن أمله فى لا يؤثر الحادث على تنفيذ الاتفاقات التي وقع عليها الرئيسان البشير وسلفاكير في سبتمبر الماضي والتي تم الاتفاق خلالها على عطاء أبيي مسارا مختلفا عن المسارات الأخرى . وتقع آبيي على الحدود بين البلدين اللذين يتنازعان السيادة عليها نظرا لخصوبة أراضيها واحتوائها على بعض الاحتياطيات النفطية. وكان مجلس الأمن الدولى قد وافق فى الثامن والعشرين من وان 2011 على قرار ينص على إرسال 4200 جندي اثيوبى كقوة حفظ سلام إلى منطقة ابيى المتنازع عليها السودان وجنوب لسودان "يونيسفا"وذلك كجزء من اتفاق تم التوصل إليه بين الخرطوم ومتمردي "الحركة الشعبية لتحرير السودان.