أكد زعيم محلي الاحد ان توترا شديدا يسود منطقة ابيي المتنازع عليه بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد مقتل اكبر زعماء قبيلة الدينكا (اكبر قبائل جنوب السودان ) وجندي اثيوبي يعمل في قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام. وقتل زعيم الدينكا في منطقة ابيي السبت في كمين نصبه افراد من قبيلة المسيرية المنافسة واسفر عن مقتل احد جنود حفظ السلام التابعين للامم المتحدة ايضا وجرح اثنين آخرين. وقال محمد الانصاري احد زعماء المسيرية في ابيي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "هذا الصباح ابيي هادئة ولكن هناك توتر شديد وكل طرف مستعد لاي شئ". وكان مسؤول في قبيلة الدينكا قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه "اليوم قتل زعيم قبيلة الدينكا كوال دينق مجوك (...) في منطقة ابيي بعدما تعرض لهجوم من قبيلة المسيرية" وهم عرب من شمال السودان. واعلنت الاممالمتحدة ان جنديا اثيوبيا من قوة حفظ السلام التابعة لها قتل وجرح اثنان آخران في كمين نصب لموكب كان يقل مجوق. واكدت قيادات من قبيلتي الدينكا والمسيرية لفرانس مقتل زعيم الدينكا . وقال احد زعماء قبيلة المسيرية موجود خارج منطقة ابيي ان مجوق "قتل اليوم" خلال تبادل لاطلاق النار. واوضح ان مجوق كان متوجها الى الشمال اتيا من ابيي بصحبة عناصر من قوات حفظ السلام في ابيي، السلطة الوحيدة في هذه المنطقة المتنازع عليها. واضاف القيادي الذي طلب عدم كشف اسمه ان "مجموعة من المسيرية اوقفت القافلة ودخلت في نقاش مع كوال ومن ثم حدث الاشتباك عندما كان احد المسيرية يحضر بندقيته فاطلق عليه احد جنود حفظ السلام النار وقتله فوقع الاشتباك". وتابع "اثناء الاشتباك اصابة قذيفة عربة كوال وقتلته مع سائق عربته". ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان ليل السبت الاحد "بحزم" الهجوم ودعا حكومتي السودان وجنوب السودان ومجتمعي الدينكا والمسيرية الى ان يحافظوا على الهدوء والابتعاد عن الاحداث المؤسفة". وقال احد مواطني ابيي طالبا عدم كشف اسمه ان "مجوق كان مسافرا مع قائد قوات الاممالمتحدة يوهانس تسفامريام للوقوف على الاوضاع على الارض عندما احاط بدو المسيرية بالموكب الصغير". واضاف ان رجال المسيرية "كانوا يريدون معرفة سبب مرور الدينكا عبر مناطقهم واستمر النقاش لفترة طويلة مع الاممالمتحدة التي طلبت مزيدا من التعزيزات". وتابع "بدأ اطلاق النار واطلق النار على عربة زعيم الدينكا"، بدون ان يذكر من بدأ اطلاق النار. واشار الى ان "هناك عددا من الضحايا بما فيهم قتلى من المسيرية وتم فرض حظر التجوال في المنطقة بعد مقتل الزعيم القبلي". ومن شأن مقتل هذا الزعيم القبلي تأجيج التوتر في هذه المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة الدينكا. وتعرضت منطقة ابيي التي تقارب مساحتها مساحة لبنان، لدمار كبير جراء حروب عدة وهي من بين المسائل الاكثر حساسية التي توتر العلاقات بين الخرطوموجوبا منذ اعلان استقلال جنوب السودان في جويلية 2011. وينص اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وقع في 2005 لانهاء الحرب الاهلية التي استمرت عقودا وادى الى تقسيم السودان، على تنظيم استفتاء لسكان ابيي بشأن مستقبلهم في جانفي2011 .ولم ينظم الاقتراع اذ ان الخرطوم تطالب بادراج قبيلة المسيرية على لوائح الناخبين بينما ترفض جوبا ذلك.