أعلنت الوزارة الأولى أن النشاطات الوطنية ستبقى تسير في شكلها العادي، بما أن الفحوصات الطبية التي أجريت لرئيس الجمهورية ''لا تبعث على القلق''. وأفاد رشيد بوغربال، مدير المركز الوطني للطب الرياضي، بأن وضع بوتفليقة ''في تحسن'' وأن ''الوظائف الحركية والحسية لم تتأثر''. وترشح مصادر أن يقضي الرئيس فترة نقاهة تدوم أسابيع، ستكون على الأرجح حافلة بالنقاش حول مستقبله على رأس الدولة. لمح بيان للوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى عدم حدوث أي تغيير في ''الأجندة الوطنية'' تبعا لمعطيات ''لا تبعث على القلق'' إثر الفحوصات التي أجريت لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة (76 عاما) في مستشفى ''فال دوغراس'' في الضاحية الباريسية، ما يعني الإبقاء على مقابلة نهائي كأس الجزائر في موعدها، بالإضافة للمواعيد الوطنية وزيارات الوفود الدبلوماسية. وقال البيان، الذي صدر باسم ديوان الوزير الأول، إن ''نشاطات الحياة الوطنية تسير بطريقة عادية'' وأنه ''إثر النوبة الإقفارية العابرة بدون آثار التي تعرض لها الرئيس بوتفليقة، أكدت الفحوصات الطبية الإضافية التي أجريت بمستشفى ''فال دو غراس'' بباريس أن وضعه الصحي لا يبعث على القلق''. وتساءلت قراءات صحفية عن العلاقة بين النوبة المفاجئة لرئيس الجمهورية والأخبار التي تداولت احتمال تورط شقيقه السعيد في قضايا فساد، والتي تزامنت وتسريبات عن إنهاء مهامه كمستشار للرئيس بموجب مرسوم رئاسي غير منشور. وقالت مصادر ل''الخبر'' إن رئيس الجمهورية ''قد يغيب لفترة نقاهة تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ينصح خلالها بالراحة التامة''. وأعلن رشيد بوغربال، مدير المركز الجزائري للطب الرياضي، أن الرئيس بوتفليقة ''لم يتعرض لآثار مستعصية''، مضيفا أن ''الوظائف الحركية والحسية لم تتأثر''. وأضاف أن رئيس الدولة عليه ''إجراء فحوصات إضافية وأن يخضع للراحة لتجاوز التعب الذي سببته له هذه الوعكة''، وأن النوبة الدماغية تحدث عموما لسببين، سواء بسبب حدوث نزيف وهذا مستبعد ''لحسن الحظ''، أو إقفارية بسبب نقص التروية على مستوى جزء صغير من الدماغ، ربما بسبب ''تصلب على مستوى الشرايين''. ونقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مساء السبت، إلى باريس لاستكمال فحوصاته الطبية، وجرى نقله نحو مستشفى ''فال دوغراس'' العسكري في الضاحية الباريسية، وهو نفس المستشفى الذي عالج فيه في خريف .2005 ولم يكن مرض الرئيس في الساعات الماضية أول انشغال بالنسبة لمراقبين، بقدر ما شكل الإعلان رسميا عن النوبة المفاجئة موضوعا للنقاش، علما أن رئاسة الجمهورية تعودت إحاطة الملف الصحي لبوتفليقة بسرية تامة، رغم أن الرئيس متعود على زيارة سويسرا دوريا لإجراء فحوصات روتينية. ويوجد تفسير يبدو منطقيا وراء إعلان الحكومة مرض الرئيس، وهو الخشية من التأويلات المحتملة عن غيابه المفترض في مباراة نهائي كأس الجزائر لكرة القدم الذي يجرى الأربعاء المقبل. ووفقا لمصادر قريبة من الملف في باريس، فإن بوتفليقة وصل مساء السبت في الساعة السادسة بتوقيت غرينتش إلى مطار بورجيه (الخامسة بتوقيت الجزائر) وتم نقله على الفور تحت حراسة عسكرية إلى مستشفى ''فال دو غراس'' العسكري الذي يستقبل دائما كبار الشخصيات الفرنسية والأجنبية. ويبدو أن انتكاسة صحة بوتفليقة في هذا التوقيت، سنة قبل الرئاسيات المقبلة، قد يخلط خطط الداعين لترشحه لعهدة رابعة، ومع ذلك فقد خلفت أنباء الساعات الأخيرة حملة تعاطف واسعة من الجزائريين نحو رئيس الدولة، وهذا الشعور العام قد يكون في صالح بوتفليقة في حال تحسنت حالته الصحية بشكل سريع.