فجّر، أمس، عمال الأسلاك المشتركة لقطاع الصحة غضبهم من خلال مسيرة حاشدة في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، وندد ما يقارب 4 آلاف متظاهر بصمت السلطات الوصية حيال مطالب هذه الفئة التي تشن إضرابا دوريا منذ شهر ونصف، دون أن تتمكن من افتكاك موافقة وزارة الصحة على مراجعة منحة العدوى. لأول مرة رفع المحتجون القادمون من كافة ولايات الوطن رايات وشارات على الأذرع ذات اللون الأحمر، تعبيرا عن الخطر الذي يحدق بهم نتيجة احتكاكهم المباشر بالمرضى وتعرض أعداد كبيرة منهم إلى الإصابة بفيروسات خطيرة تسببت في وفاة العشرات منهم، حيث قالوا: ''لا نريد مناصب مسؤولية أعطونا حقوقنا فقط''. وحملت هتافات العمال تساؤلات عن خلفية ربط القائمين على القطاع قيمة المنحة المذكورة بطبيعة منصب الموظف المستفيد منها، وهي بذلك موزعة على 5 مستويات تشمل كافة مستخدمي المؤسسات الاستشفائية من رتبة بروفيسور مرورا بالأطباء ثم شبه الطبيين وأخيرا أعوان التنظيف والأمن. وهذا التقسيم ''غير العادل'' يعد السبب الرئيسي في ''انتفاضة'' مستخدمي الأسلاك المشتركة على أساس أن العدوى، كما يقول هؤلاء، لا تفرق بين رئيس مصلحة ومن هم مصنفون في أدنى سلم الترتيب، بل العكس هو الصحيح، يتابع المعنيون، حيث إن العاملين في مجال التنظيف أصبحوا يتحملون مهام التخلص من الفضلات ''السامة'' لمرضى السرطان المترتبة عن تناولهم مواد مطلوبة في العلاج الكيميائي. أما في مصالح الأمراض المعدية فحدث ولا حرج، فأصعب مهمة يتحملها عمال الأسلاك المشتركة، يقول المنسق الوطني لهذه الأخيرة، بيطراوي منير، الذي أكد أن الأمر يتعلق برد الاعتبار لمختلف الفئات المنتسبة للأسلاك المشتركة وعددهم يناهز 113 ألف عامل منهم 53 ألف متعاقد و45 ألفا آخرون محرومون من منحة العدوى. وأضاف بأن هذا الملف ''أكبر'' من الوزير زياري و''يتجاوزه''، ما يعني أن الحل في يد الوزير الأول، ويتابع بأن تنسيقية الأسلاك المشتركة كانت قد توصلت في المفاوضات التي باشرتها في عهد وزير الصحة السابق إلى اتفاق يقضي بالاستفادة من منحة العدوى وفقا لمستويين: الأول مسجل في خانة الخطر العالي بقيمة 10 آلاف دينار، وأقل خطورة بقيمة 8 آلاف دينار، ولكن مع مجيء الوزير الجديد على رأس القطاع تقرر تنزيل قيمة منحة العدوى بالنسبة للأسلاك المشتركة إلى 3 آلاف دينار ''وهذا إجحاف وظلم لن نسكت عنهما أبدا''. وختم كلامه قائلا: ''السلطات لم تترك لنا سوى خيار التصعيد وعليها أن تتحمل نتائج سياسة التهميش والحفرة''.