محامي الدفاع: بلحمر عالج الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ولوط بوناطيرو انتشر في مدينة مستغانم، أول أمس، أن الراقي الحاج بلحمر، المدعو "أبو مسلم"، قال للمحبوسين معه في سجن سيدي عثمان، إن "الجن فتحوا له أبواب السجن ورفض الخروج، لأنه يثق في العدالة الجزائرية". هذه الإشاعة جعلت محكمة مستغانم، التي فصلت في قضيته، تعيش حالة استنفار كبير، فقد طوقتها الشرطة وفرضت عليها حصارا شديدا. وظهر أعوان الأمن في قمّة القلق والصرامة، حيث منعوا كل من لا يملك استدعاء للمثول من الدخول. ومع ذلك، تسلل العديد من "أنصار بلحمر" وأفراد عائلته إلى فناء المحكمة وقاعتها، التي اكتظت عن آخرها. وبقي أنصار "الشيخ" الذين قدموا من ولايات سيدي بلعباس، العاصمة، البليدة، وهران، وبالطبع غليزانومستغانم، في الرصيف المحاذي للمحكمة ينتظرون. واحتل المحامون والمحاميات الصفوف الأولى وأحاطوا بالمكان الذي سيقف فيه بلحمر، منذ أن شرعت رئيسة الجلسة السيدة جميلة زغار في معالجة الملفات الأولى المجدولة في جلسة يوم الخميس. وبقي والد الراقي بلحمر في ساحة المحكمة، مع عدد من أفراد عائلته ينتظر استقدام ابنه في الشاحنة الرمادية للسجن. وكان صريحا ومباشرا مع "الخبر" حين قال "إن مشاكل ابني بدأت منذ أن غمر المواطنون مقر جمعية بشائر الشفاء، في بلعسل. وتحين الوالي الفرصة، حين تقدّمت الجمعية بطلب تجديد اعتمادها، ليرفضه ويشمع مقرها، وها هي النتيجة". أما محامي الراقي الأستاذ بطاهر لزرق، فيقول "إن علاقة موكلي مع والي غليزان جيدة. أقول هذا الكلام باسم الشيخ بلحمر". ولما حان دور "بلحمر"، أدخل أعوان الأمن شقيقته ومساعديه، و"ضحية"، كما حملوا إلى قاعة المحكمة مجموعة من المحجوزات التي ضبطت في البيت الذي كان يمارس فيه نشاطه، من أكياس مصل ومعدات الحقن وقنينات العسل والخلطات الطبيعية. وواجهته القاضية بالتهمة الموجهة إليه، وهي ممارسة مهنة منظمة بطريقة غير شرعية والاحتيال. وعرفت المحاكمة أطوارا عجيبة وغريبة، طلب فيها المتهم من القاضية أن تمكّنه من إخراج جن من ممسوس في القاعة، فردت عليه "إننا لسنا في سوق أو حصة تلفزيونية". كما شهدت المحكمة اضطرابا عندما تعالى صراخ شخص ضخم، فأمرته القاضية بالتقدم. وسألته "من أنت؟"، فرد عليها "أملك الدليل على براءة الشيخ". فكررت استفسارها حول هويته، فلم يجب، فأمرت الشرطة بإخراجه. ولما سألت القاضية المتهم هل يحفظ القرآن، رد "أنا لست بحافظ للقرآن، ولكنني أحمله ولا يشترط في الراقي أن يكون من حفظة القرآن، حسب العالم العتيبي وكل العلماء.. أكتفي بقراءة آيات". وبعد الانتهاء من المناقضة، تداول محامو الراقي بلحمر في المرافعة، وقال أحدهم "إن بلحمر لا يعرف القانون، لكن القانون أيضا لا يعرف بلحمر". وفسر ذلك بكون بلحمر يمارس الرقية الشرعية التي لا تملك تصنيفا مهنيا قانونيا في الجزائر. وبالتالي، لا يمكن أن نطبق عليه مواد من قانون الصحة. واستعرض بعده الأستاذ بطاهر لزرق، كل الأدلة والبيانات التي تؤكد أن بلحمر لم يكن يمارس نشاطه خفية، حيث كشف أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة منحه تكليفا رسميا بمهمة، ووصلته دعوات للمشاركة في ملتقيات علمية تحت رعاية رئيس الجمهورية. واعتمدته وزارة التعليم العالي متخصصا وقبلت إشرافه على رسائل ماجيستر ودكتوراه في علم النفس. واستعرض المحامي صورا لشخصيات عالجها بلحمر، منهم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وكذا الخبير في علم الفلك لوط بوناطيرو. ومع كل ذلك، أدانت المحكمة الراقي بلحمر بعام حبسا نافدا. وقال الأستاذ بطاهر لزرق "إننا نحترم قرار المحكمة وسنطعن في الحكم لنبين براءة موكلنا".