اقترح العقيد السابق في جهاز المخابرات والمحلل السياسي، محمد شفيق مصباح، أمس، قيام رؤساء الحكومات السابقين: مولود حمروش وعلي بن فليس وأحمد بن بيتور، بمرافقة الرئيس الأسبق، اليمين زروال، في قيادة مرحلة انتقالية من سنتين. يرى مصباح الذي كان يتحدث في منتدى يومية “ليبرتي”، أمام جمع من ضباط متقاعدين في الجيش والمخابرات وشخصيات سياسية وحزبية وصحفيين، أنه يمكن لرؤساء الحكومات الثلاثة السابقين أن يساهموا في بلورة ملامح الرئيس القادم، ويرى أن أحمد بن بيتور، الذي حضر الندوة، رئيسا مناسبا للمجلس التأسيسي الذي يقترحه مصباح لصياغة دستور جديد للدولة. وقدم مصباح في تحليله ثلاثة سيناريوهات للفترة المقبلة أولها حدوث انقلاب عسكري، وهو خيار مستبعد، حسب قوله، بالنظر إلى المخاوف من تعرض كبار الضباط للمساءلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية. والسيناريو الثاني هو استمرار الرئيس الحالي بصفة افتراضية، لتمكين السلطة من ربح الوقت وإيجاد خليفة له، مبديا تخوفه من هذا الاحتمال لأنه سيؤدي إلى مزيد من التراجع في الجزائر. أما السيناريو الثالث فيتمثل في إعلان حالة الشغور، وتنظيم انتخابات، جزم أنها لن تكون شفافة، موضحا أن الفريق المحيط بالرئيس لن يسمح بذلك إذا لم توجه لصالح أحد من مرشحي عصبة الرئيس الحالي، وهما الوزير الأول عبد المالك سلال وعبد العزيز بلخادم. وحسب شفيق مصباح، فإن الرئيس اليمين زروال سيستجيب للضغط الشعبي ويقبل بالعودة ودخول المنافسة وأضاف “إنه جندي ووطني حتى النخاع”، وجزم مصباح “أن لا أحد يملك السلطة الأخلاقية والقدرة على إخضاع مؤسستي الجيش والاستخبارات غير الرئيس السابق”. وحذر من أن تعدد الترشيحات سيستفيد منه محيط الرئيس لفرض مرشحهم، أي سلال أو بلخادم. ووجد مصباح صعوبة في إقناع الحضور، وخصوصا بالمنطق الذي اعتمده في تصنيف وتنقيط الأسماء المقترحة لتولي الحكم في الجزائر، بعد بوتفليقة الذي يستحيل، حسب تحليله، أن يواصل الحكم. وتصدر الرئيس الأسبق، اليمين زروال، أعلى السلم ب100 نقطة، ويليه مولود حمروش ب72 نقطة، ثم علي بن فليس ب71 نقطة، ثم عبد العزيز بلخادم ب57 نقطة، وعبد الرزاق مقري، رئيس حمس، ب52 نقطة، وأحمد بن بيتور ب51 نقطة، وجاء أويحيى في المرتبة ما قبل الأخيرة ب48 نقطة، متقدما على الوزير الأول الحالي، عبد المالك سلال، بنقطة واحدة فقط. واعتمد التصنيف على مؤشرات تقوم على العوامل الشخصية والموضوعية، وتضم حجم الدعم من جهاز الاستعلامات والجيش والإدارة المحلية والدعم الخارجي، وخصوصا من فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودعم الأجهزة الحزبية والإسلاميين، وقطاع الأعمال في الجزائر. وحاول مصباح مراوغة سائليه الذين كرروا سؤال باسم من يتحدث؟ فأوضح أن ما طرحه مجرد أفكار شخصية، وصلاته لم تنقطع بزملائه السابقين في جهاز الاستعلامات. ونصح مصباح مسؤوله السابق في جهاز الاستعلامات، الفريق محمد مدين، بأن يسير على خطى يوري أندربوف في جهاز الاستخبارات السوفياتي، الذي قاد عملية الانفتاح السياسي في البلاد، المعروفة بالغلاسنوست. وحمّل مصباح الرئيس بوتفليقة مسؤولية التراجع وانتشار الفساد المسجل في بلادنا على كل المستويات، مشيرا إلى أن الجزائر “لا تعيش حاليا أزمة نظام بل خطر تفكك مفاصل الدولة”.