تواصلت المظاهرات في تركيا، رغم إعلان رئيس الوزراء، طيب رجب أردوغان، من المغرب، أن "الوضع يتجه إلى الهدوء"، وربما تكون الأوضاع مرشحة للتصعيد مع إعلان نقابة عمالية يسارية دخولها في إضرابها لمدة يومين، وكذلك سقوط قتيل ثانٍ ينتمي إلى شبيبة حزب الشعب الجمهوري الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء الاحتجاجات العنيفة التي سقط فيها، لحد الآن، قتيلان ومئات الجرحى والمعتقلين، والتي بدأت بالاعتراض على إزالة حديقة في ميدان "تقسيم"، لتنتهي بمطالبة أردوغان بالرحيل على طريقة "ثورات" الربيع العربي. لليوم الخامس على التوالي، تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في تركيا، حيث استخدمت الشرطة في الليلة الماضية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين رددوا شعارات مناهضة للحكومة ورشقوا قوات الأمن في أنقرة وإسطنبول بالحجارة، رغم وعود أردوغان بأن الاحتجاجات ستنتهي قبل عودته من جولته المغاربية التي بدأها أول أمس بالمغرب وتواجد أمس بالجزائر وسيحل اليوم بتونس، قبل عودته إلى بلاده غدا الخميس. وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المغربي، إن الأوضاع الآن في تركيا "أهدأ والعقل السليم بدأ يسود الأوساط التركية"، وعبّر عن تفاؤله بأنه بعد انتهاء جولته المغاربية التي تشمل أيضا الجزائر وتونس "ستكون المشكلة قد انتهت". واتهم أردوغان خصومه السياسيين ب«الاستيلاء السياسي على الاحتجاجات"، وأوضح بأن "مشكلة الأشجار والحديقة تسببت بأحداث، لكن المظاهرات للأسف دفعها أشخاص لم ينجحوا في الانتخابات". وأضاف "الحزب الجمهوري (حزب الشعب)، إلى جانب أطراف أخرى، هم جزء من هذه الأحداث". وبشأن تصريحات الرئيس التركي عبد الله غول بشأن الاحتجاجات التي اعتبرت أقل حدة، قال أردوغان "لا أعلم ماذا قال الرئيس، لكن بالنسبة لي فإن الديمقراطية تنبع من صناديق الاقتراع". وقبيل وصوله إلى المغرب، صرح أردوغان بأن هذه الاحتجاجات تنظمها عناصر متطرفة، ولن نقدم أي تنازل لمن يسيرون يدا بيد مع الإرهاب، حسب قوله. وأضاف: "حدثت أمور كثيرة في هذا البلد، لقد أعدموا وسمموا (يقصد المتشددين العلمانيين خاصة في المؤسسة العسكرية)، لكننا سنمضي نحو المستقبل بحزم ومن خلال التمسك بقيمنا. من جهته، اعتذر نائب الوزير الأول التركي، بولنت أرنس، لكل الضحايا بعد التجاوزات التي وقعت خلال المظاهرات، ودعا المتظاهرين إلى وقف الاعتصام، فيما دعت الناطقة باسم المحافظة السامية لحقوق الإنسان بجنيف، نافي بيلاي، الحكومة التركية إلى إجراء تحقيق في تجاوزات الشرطة، مادامت تعترف بحدوث تلك التجاوزات.