دعا الرئيس التركي عبد الله غول أمس إلى الهدوء بعد أيام من المواجهات العنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للحكومة قائلا إن رسالة المتظاهرين وصلت، في وقت تحدّث رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان عن مؤامرة داخلية وخارجية في أحداث اسطنبول. نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن الرئيس غول قوله في اليوم الرابع من التظاهرات المناهضة للحكومة، إن الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات وأن المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية، وأكّد أنه تم الالتفات إلى الرسائل الضرورية التي بعثتها الاحتجاجات، مضيفا أنه يجب ألا يسمح لمجموعات خارجة عن القانون بالتدخل. وطالب غول جميع المواطنين باحترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق على حد تعبيره، كما دعاهم إلى الحذر من المنظمات غير الشرعية التي تستغل التظاهرات، وحذّر من أي أعمال يمكن أن تضرّ بصورة تركيا. وجاءت تصريحات الرئيس التركي بعدما اشتبك محتجون أتراك مع شرطة مكافحة الشغب حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وأشعل متظاهرون النار في مكاتب حزب العدالة والتنمية. وقالت وكالة »دوجان« التركية للأنباء، إن محتجين ألقوا قنابل حارقة على مكاتب حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال الليل في مدينة أزمير الساحلية بغرب تركيا وأظهرت مشاهد تلفزيونية اشتعال النار في جزء من مباني الحزب. من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن هناك مؤامرة داخلية وخارجية في أحداث اسطنبول، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بقطع الأشجار، وأشار أردوغان إلى أنه إذا كانت الحكومة حكومة طغاة، فالشعب سيقصيها وهو من سيرد على من نزلوا إلى الشوارع. وأكّد أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيّام لا تعكس كافة أطياف المجتمع التركي، وقال إن الاحتجاجات نظمتها مجموعات راديكالية وأن هناك من خرج بشكل عفوي، داعيا المواطنين إلى الهدوء وضبط النفس. وأوضح أردوغان، أن ما حصل في الأيام الأخيرة في تركيا ليس بسبب مشكلة الحديقة لأنه ذكر أن أشجار الحديقة لن يتم قطعها بل سيتم نقلها، حيث جدّد اتهاماته إلى حزب الشعب الجمهوري بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات وشدد على أن الحكومة ليست ضد المظاهرات لكن هناك أماكن محددة في تركيا للتظاهر وعلى المواطنين التقيد بهذا القانون حسبه. وكان رئيس الوزراء التركي وصف المتظاهرين ب»حفنة من المخربين« مؤكدا من جديد أنه لن يتراجع عن مشروع تطوير ساحة »تقسيم«، وتحدى أردوغان أمس الأول في مقابلة مع قناة »شو تي في« التركية المتظاهرين المعارضين له قائلا »إذا أرادوا تنظيم تجمعات، وإذا كانت هذه حركة اجتماعية، فعندما سيجمعون 20 شخصا سأجمع 200 ألف، وعندما سيجمعون 100 ألف شخص سأجمع مليون شخص من أنصار حزبي«. وأكد المتحدّث بإصرار على أنه سيتم تشييد مسجد في ميدان »تقسيم« قائلا إن الحكومة لن تطلب إذنا من رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة أو من »حفنة من المخربين« للقيام بذلك، مضيفا أن من صوتوا لصالح حزبه في الانتخابات منحوه السلطة للقيام بهذا الأمر. يشار إلى أن أردوغان استأنف أمس جولة في شمال إفريقيا تشمل المغرب والجزائر وتونس، ووصف الوزير بأن هذه الجولة تهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية التركية مع هذه الدول، كما لفت إلى أنه سيبحث في تونس تشكيل مجلس تعاون بين البلدين. وتشهد تركيا منذ يوم الجمعة، احتجاجات واسعة النطاق ضد الحكومة بدأت باحتجاج في وسط إسطنبول على خطة السلطات الهادفة إلى تطوير ميدان »تقسيم«، حيث أعلنت منظمة العفو الدولية عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من ألف بجروح في مواجهات بين الشرطة التركية والمحتجين، ودعت المنظمة السلطات التركية إلى وقف استخدام العنف واحترام حرية التعبير. هذا وذكر وزير الخارجية التركي معمر غولر أول أمس الأحد أنه تم إلقاء القبض على أكثر من 1700 شخص في المظاهرات عبر البلاد خلال الأيام الماضية، أين استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه القوية لتفريق المتظاهرين فى العاصمة التركية أنقرة، وأوضح الوزير انه أصيب حوالي 53 مدنيا الأحد 19 منهم من اسطنبول و26 رجل شرطة خلال الاشتباكات. وكانت واشنطن دعت قوات الأمن التركية إلى ضرورة ضبط النفس خلال التعامل مع المحتجين، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت اسطنبول في ميدان »تقسيم«، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض لاورا لوكاس في بيان إن السلطات الأمريكية ترى أن المتظاهرين السلميين هم جزء من التعبير الديمقراطي، معتبرة أن استقرار الوضع في تركيا يجب أن يتم مع مراعاة قواعد الحرية الأساسية.