تراجع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن تعنته محاولا تهدئة الشارع بعد التصعيد الأخير الذي شهدته شوارع العديد من المدن التركية، والتي غذتها تصريحاته اللاذعة، حيث دعا رئيس الحكومة أمس من مطار اسطنبول قبل زيارة رسمية تقوده إلى شمال إفريقيا يبدأها من المغرب ثم الجزائر، الشعب إلى التزام الهدوء وضبط النفس. الاحتجاجات التي هزت الشارع التركي تحوّلت من تنديد بقرارات الحكومة التعسفية التي تطاولت على الطبيعة باقتلاع 600 شجرة، إلى مطالب أوسع تدعو إلى الإطاحة بحكومة أردوغان، هذا الأخير الذي اتهم في البداية أطرافا سياسية معارضة بتأليب الشارع والسعي إلى إثارة الفوضى ثم عاد وتراجع عن موقفه موجها أصابع الاتهام إلى جماعات متطرفة تحاول ضرب استقرار البلاد واستغلال الوضع المتأزم في المناطق المجاورة، وفي مقدمتها سوريا والعراق، ودعا أردوغان خلال مؤتمر صحفي بمطار اسطنبول قبل زيارة رسمية مزمعة للمغرب المواطنين إلى التحلي بالحكمة والتريث والتخلي عن أساليب العنف والعدوانية. واعتبر رئيس الوزراء التركي أن الاحتجاجات في اسطنبول نظمتها مجموعات راديكالية انضمت إليها بشكل عفوي جماعات أخرى، لكنها لا تعكس إرادة الشعب ولا أطياف المجتمع التركي، وأضاف أدروغان أن هناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء أحداث اسطنبول، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بقطع أشجار الحديقة لأن الحكومة تراجعت عن هذه الخطوة، لكنها مؤامرة حيكت لضرب أمن تركيا، كما جدد رئيس الحكومة اتهاماته إلى حزب الشعب الجمهوري بالضلوع في حملة الاحتجاجات، مشددا على أن الحكومة ليست ضد المظاهرات لكنها تتمسك بتنظيمها في أماكن دون أخرى. يذكر أن هيجان الشارع لم يثن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن القيام بجولته الشمال إفريقية التي تشمل المغرب، الجزائروتونس، حيث شدد المعني على أن الحكومة التركية تسعى لتطوير العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول. لافتا إلى المباحثات التي ستجمعه في تونس بشأن تشكيل مجلس تعاون بين البلدين. على جديد الأزمة السياسية التي تعصف بتركيا، استخدمت الشرطة أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق الآلاف من المتظاهرين الذين احتشدوا لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على سياسات الحكومة، مفرقة بذلك المتظاهرين وغالبيتهم من الشباب والطلاب ممن اجتمعوا بميدان كيزيلاي، كما قام المتظاهرون أمس بنصب خيم في ميدان ”تقسيم” وتوافدت منذ الصباح الباكر ليوم أمس إلى اسطنبول أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى ميادين وشوارع المدينة، دون حدوث اشتباكات أو أعمال عنف، رافعين شعارات تطالب برحيل الحكومة، واستنكرت المعارضة اتهامات أردوغان بوجود جهات راديكالية وراء الاحتجاجات معتبرة كلام رئيس الحكومة مجرد تصريحات مغرضة.