يُعدّ التعليم القرآني نشاطا عريقا ببلدية الحاج المشري، توارثه الأبناء عن الآباء منذ أمد بعيد، حيث كانت الزوايا والكتاتيب المنتشرة عبر الفضاءات الريفية كزاوية مشراوي وزاوية شداد وزاوية سيد الناصر، المحضن الّذي تخرّج منه العشرات من حفظة القرآن. ففي ظلّ انعدام المدارس إلى عهد قريب، ومع تراجع دور هذه الزوايا لأسباب مختلفة، توجّهت الكثير من البعثات الطلابية إلى الزوايا المنتشرة عبر الوطن لحفظ القرآن ودراسة العلوم الشّرعية. هذا وتزخر البلدية، اليوم، بالعديد من حفظة القرآن الّذين يسهرون على إحياء التعليم القرآني بالمنطقة، غير أنّ غياب المرافق ونقص التأطير يُهدّد هذا النشاط بالانقراض، إذ يوجد بها أكثر من 20 حافظا لكتاب الله يسهرون على عمارة المسجد وتعليم النشء، لكن أغلبهم متطوعون، حيث قضى أحدهم 20 سنة مؤذّنًا في إطار الشبكة الاجتماعية ويعول عائلة مكونة من 08 أفراد، كما يقوم هؤلاء على تحفيظ القرآن لحوالي 200 طالب وطالبة في المسجد القديم. يُذكَر أنّ المسجد العتيق ببلدية الحاج المشري بولاية الأغواط، تنعدم به أدنى ظروف التّدريس وتتسرّب إليه مياه الأمطار من كلّ مكان، ويعاني فيه المصلّون برد الشتاء وحرّ الصّيف، وحصائره وأفرشته بالية، إلى جانب انعدام التدفئة. تجدر الإشارة إلى أنّ معلمي القرآن مازالوا ينتظرون انطلاق أشغال إنجاز المدرستين القرآنيتين اللتين منحهما الوالي للبلدية، ويبقى هذا النشاط الديني بهذه البلدية بحاجة إلى التفاتة جادة من طرف الوصاية لإعادة تفعيل دور الزوايا وإنشاء مجمع قرآني والتكفل بحفظة القرآن في مجال الشغل للنّهوض به، كونه يساهم إلى جانب تحفيظ القرآن في محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة للمئات من الأطفال الّذين لا تساعدهم الظروف للدراسة أو مواصلتها.