إذا كانت السلطات الجزائرية من وراء بثّها، لأول مرة، صور عن بوتفليقة قد نجحت في تبديد إشاعة وفاته، التي ترددت بكثرة في وسائل الإعلام الأجنبية منذ رحلته العلاجية إلى مستشفى فال دوغراس، يوم 27 أفريل الفارط، فإنها أبقت على السؤال مطروحا بشأن قدرته على مواصلة ما بقي من أشهر العهدة. قالت وكالة “رويترز” إن نشر التسجيل المصور وصور فوتوغرافية لنفس المشهد للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من قِبل السلطات الجزائرية، كان يستهدف، فيما يبدو، تبديد تكهنات بشأن صحته، وهو ما ذهبت إليه صحيفة “لوموند” الفرنسية، التي اعتبرت هذا الظهور في الصور لبوتفليقة “لوقف إشاعات وفاته”، التي شكّلت مادة إعلامية دسمة للعديد من العناوين الإعلامية في الجزائروفرنسا، منذ وصوله إلى فرنسا في رحلة علاج. من جانبها، ذكرت قناة “بي.أف.أم تي في” الفرنسية بأن بثّ صور الرئيس غرضه تبديد الإشاعات التي كانت تتحدّث عن تدهور وضعيته الصحية، وإرسال رسالة على أنه يتابع تسيير شؤون الدولة وهو في رحلته العلاجية. القراءة نفسها ذهبت إليها صحيفة “لوبرزيان”، التي قالت إن “هذه الصور التي كان الجميع ينتظرها أرادت من خلالها السلطات اسكات الاشاعات عن وفاة الرئيس”. وإذا كانت قناة “فرانس أنفو” قد اكتفت بالقول إن “غياب الصور غذى، منذ عدة أيام، العديد من الشكوك حول صحة الرئيس الذين ستنتهي عهدته نهاية العام المقبل”، فإن مجلة “جون أفريك”، التي علّقت على صور بوتفليقة بأنه “متعب ومنهك”، ذهبت في قراءتها أبعد من ذلك إلى التأكيد بأن “العهدة الرابعة لبوتفليقة طويت بصفة نهائية”، لكن صحيفة “لوفيغارو”، التي استندت إلى ما يتردد من إشاعات بأن بوتفليقة يمكن أن يتحدث في التلفزيون قريبا، وذلك في إشارة إلى غياب الصوت عن التسجيل المصور الذي بثه التلفزيون الجزائري. وفيما ركّزت مجلة “لوبوان” على أن بوتفليقة ظهر يتحرك بجانبه الأيمن أفضل من الأيسر في وجهه وأطرافه العليا، لكن تلك اللقطات لم تسمح بسماع صوت الرئيس، فإن صحيفة “لونوفال أبسرفاتور” تساءلت “هل هذا الكشف في وقت متأخر للصور بإمكانه أن يفعل ما يكفي لتهدئة الأذهان التي تسعى بالفعل للبحث عن خليفة للرئيس الجزائري؟”، لتجيب إنها بالتأكيد لم تمنع الرسوم الكاريكاتورية التي علقت على تلك الصور، في إشارة إلى أنها لم تطو ملف المرض.