أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دخل مستشفى فال دوغراس يوم 27 أفريل الفارط، لا يزال متواجدا في فرنسا. وقالت قناة ''بي أف أم تي في'' إنها حصلت على هذا التأكيد لدى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى، بشأن مكان تواجده، وهل لا يزال بمستشفى فال دو غراس العسكري.. أم غادره نحو إقامة أخرى؟ مرة أخرى تضطر السلطات الفرنسية، أمام صمت السلطات الجزائرية، إلى وقف الجدل الدائر بشأن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الغائب عن الأنظار منذ ما يزيد عن 3 أسابيع، بعدما كشف رئيس الدبلوماسية الفرنسي، لوران فابيوس، بأن عبد العزيز بوتفليقة لم يدخل إلى الجزائر، مثلما تردد، بل لا يزال في رحلته العلاجية في باريس. ويأتي هذا ''الخبر'' الذي أعلن عنه لوران فابيوس، ساعات فقط بعد الزوبعة الإعلامية التي أثيرت في الجزائر بشأن ''دخول بوتفليقة للبلاد في حالة صحية متدهورة''، مثلما نشرت صحيفة ''مون جورنال'' لصاحبها هشام عبّود، وكانت وراء إقدام وزارة الاتصال على حجب طبعها ولجوء النيابة العامة لفتح تحقيق قضائي ضد مدير الصحيفة، من أجل ''المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي''. وبغض النظر إن كانت وسائل الإعلام الفرنسية هي التي كلفت نفسها بالسؤال عن حالة الرئيس بوتفليقة، لدى الرجل الأول في الكيدورسي، أو أنه هو من سعى إلى تسريب المعلومة لها، فإن توقيت إعلان فابيوس عن تواجد بوتفليقة في باريس، وهو ثاني تصريح له منذ يوم 27 أفريل، بعدما تمنى في تصريحه السابق الشفاء للرئيس بوتفليقة، وقال إنه ''صديق لفرنسا''، يصب في خانة دعم و''نجدة'' مواقف حكومة عبد المالك سلال التي تواجه ضغوطا من قبل الطبقة السياسية، خصوصا بعد لجوئها لمنع صدور صحيفتين بمبرر ما وصفته ب''تهويل'' حول صحة الرئيس. ولا يستبعد أن تكون السلطات الجزائرية هي من أوعزت لرئيس الدبلوماسية الفرنسية للقول بأن بوتفليقة لا يزال في فرنسا، وذلك من باب العلم بالشيء من جهة، ومن جهة أخرى ربما لقدرته على ''إقناع'' المشككين، بعد فشل الحكومة الجزائرية في ذلك على طول الخط. ولعل هذا وراء اتهام جبهة الجزائرالجديدة في بيان لها أمس، الحكومة ب''تخليها عن واجباتها الدستورية بإفساح المجال المتكرر لجهات فرنسية ''إعلامية ورسمية'' لتبليغنا بقضايانا الوطنية، مثل السماح بخرق مجالنا الجوي من طرف المقنبلات الفرنسية أثناء العدوان على الشعب المالي''، مثلما جاء في البيان. وتساير تصريحات فابيوس التي قال فيها إن بوتفليقة لا يزال في فرنسا، تأكيدات بيان سابق لرئاسة الجمهورية، في أن الرئيس بوتفليقة يخلد لراحة نصحه بها أطباؤه، غير أن ذلك لم يكن كافيا للإقناع، بحيث كتبت مجلة ''لوبوان'' الفرنسية أن ''مرحلة ما بعد بوتفليقة قد بدأت''، وترى أن ورقة ترشيحه لعهدة رابعة لم تعد ضمن أجندة المؤسسة العسكرية التي كان الكثير من رجالاتها مع هذا الموقف قبل حتى وعكته الصحية ليوم 27 أفريل الماضي. وتعتقد الصحيفة أن مرور بوتفليقة مجددا على مستشفى فال دوغراس للعلاج قد انتهى بإقناع المترددين من العسكريين. من جهتها قالت وكالة رويترز في مقال لها، إن الجزائر تستعد بعد مرور ثلاثة أسابيع على نقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعلاج في باريس، لاختيار خلف له، وذهبت إلى القول ''إنه يرجح أن يكون أول رئيس من خارج الحرس القديم الذي قاد الثورة''. وجاء في الموقع الإلكتروني للقناة التلفزيونية الفرنسية ''بي أف أم تي في''، أن الرئيس الجزائري الذي يتواجد في المستشفى في باريس منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، هو في قلب جميع الأسئلة في بلاده. مشيرة إلى أن الصحافة الجزائرية اتهمت النظام بالرقابة حول صحة الرئيس قبل عام من الانتخابات الرئاسية. كما ذكر نفس الموقع بأن التعتيم الممارس من طرف السلطات الجزائرية حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قد أثار الاستعدادات وسط الطبقة السياسية تحسبا لموعد الرئاسيات المقبلة.