استيقظ، صبيحة أمس، سكان حي الزاوية بأعالي بلدية بوهارون في تيبازة، على مأساة اجتماعية، خلفها إقدام سيدة تبلغ من العمر 28 سنة، وأم لثلاثة أطفال، على الانتحار شنقا بواسطة حبل، بعد ساعات من اختفائها وسط بساتين وادي “لونغار”، مخلفة قصة اهتزت لها تلك المنطقة الهادئة. نقلت مصادر أمنية ل “الخبر” جزءا من قصة غامضة، تعود تفاصيلها إلى الخامس من شهر جانفي 2013، تاريخ عودة السيدة إلى منزل بيتها، بعدما مكثت سنوات في منطقة الشطية بولاية الشلف في بيت زوجها، وبعدما انفكت الرابطة الزوجية وجدت نفسها مجبرة على العودة إلى منزل أهلها وحيدة، دون أطفالها الثلاثة الذين احتفظ بهم والدهم. وقضت أشهرا دون رؤيتهم. وروت مصادر من محيط العائلة أنه بعد مرور أشهر على فقدانها لفلذات كبدها الذين ظلوا طيلة ستة أشهر مع والدهم، في انتظار ترسيم الطلاق، طرأت على السيدة اضطرابات نفسية واختلالات سلوكية، جعلتها تنادي يوميا برؤية صبيانها، دون أن يتدخل أحد لتلبية حقها المشروع في حضانتهم. ولوحظت على الأم تصرفات غير عادية، ونزوعها اليومي إلى الانطواء على نفسها، وأصبحت دائمة التردد على المناطق الخالية، واستمرت على تلك الحال إلى أن خرجت ليلة أول أمس على الساعة التاسعة مساء، إلى الغابة المحاذية لوادي الزاوية، ليقوم شقيقها بإرجاعها، لكن سرعان ما خرجت واختفت ثم تسلقت شجرة صنوبر، ولفت حبلا حول رقبتها ثم ألقت بنفسها نحو الأسفل، ليعثر عليها أحد الفلاحين جسدا بلا روح. وتدخلت مصالح الدرك الوطني رفقة الحماية المدينة والخلية التقنية وأجرت جميع الإجراءات الميدانية، بحضور أفراد عائلتها الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريح، فيما أجمع سكان القرية على أنها رحلت وفي نفسها حرقة على أبنائها الثلاثة الذين لا يزالون ماكثين في ولاية الشلف.