أقدم أمس أكثر من 250 صاحب شاحنة لنقل المياه الطبيعية من منبع ”يوكوس” بالحمامات في تبسة، على غلق الطريق في وجه العائلات بإضرام النيران ووضع المتاريس للمطالبة في حقهم في التزود بالمياه. وحسب معاينة ميدانية للوضع بين اكس القديمة والحمامات، فاحتجاج أصحاب المركبات المجهزة بصهاريج بلاستيكية استمر إلى غاية صبيحة أمس السبت، حيث أضرمت النيران في قطع من الخشب والعجلات المطاطية وأغلق الطريق نهائيا في وجه العائلات التي تعودت على التوجه إلى هذا الموقع الجبلي الذي يُعد منطقة للتوسع السياحي، وعادت المئات منها من حيث أتت ومنعت من التزود بمياه منبع ”يوكوس” الذي يلقى إقبالا واسعا بالنظر إلى استعماله الاستشفائي لكثير من الأمراض، وقال المحتجون الذين تحدثوا ل”الخبر”: إنهم منذ عدة سنوات يمارسون مهنة نقل هذه المياه والتجول بها بين الأحياء لبيعها والاسترزاق، منها حيث يشكل هذا العمل مصدر تمويل ومعيشة أكثر من 500 عائلة من ولايات مجاورة وولاية تبسة، ”ونحن نحوز تراخيص من الجهات المعنية موقعة من قبل والي الولاية بعد دراسة وتحقيق دفتر للشروط يتعلق بصحة الاستهلاك”. وتساءل هؤلاء: ”لماذا تتخذ الجزائرية للمياه قرارا بإبعادنا عن المنبع الرئيسي، وترسلنا إلى موقع آخر ينفر المستهلك من الإقبال على مياهه”، مطالبين بضرورة تدخل الوالي شخصيا لفض الإشكال وتحقيق مطلبهم المتضمن الإبقاء على موقع الشحن من المنبع، وتطرق محتجون آخرون إلى توصيلات غير شرعية لعدة أطراف يجب أن تقطع فورا حتى يتم تطبيق القانون على الجميع، ”ونحن على استعداد لدراسة أرضية اتفاق لتوقيت الشحن”. وكشف بعض سكان المنطقة أن غابات التين والرمان والمشمش اندثرت بسبب أزمة المياه إذا ما استمر التوصيل غير الشرعي. إدارة الجزائرية للمياه أكدت أن موسم الجفاف والتوصيلات غير الشرعية أثرت سلبا في تموين سكان البلدية، وقالت إنها اتخذت إجراءً تكميليا لتحويل خزَّانين من عاصمة الولاية لسكان هذه المنطقة، والقرارات المستقبلية تصب في اتجاه توقيف نهب المياه وهناك ملفات في العدالة.