أنهت الجزائر منافسات الدورة ال17 للألعاب المتوسطية، التي اختتمت، أمس، بمدينة مرسين التركية، في المركز العاشر في ترتيب جدول الميداليات، برصيد 26 ميدالية، منها 9 ذهبيات وفضيتان و15 برونزية، متفوّقة على تونس التي احتلت المركز ال11 والمغرب في الرتبة ال12. تعزز رصيد الجزائر في الألعاب المتوسطية، بذهبيتين في اليوم الأخير للدورة، بفضل رياضة “أم الألعاب”، ألعاب القوى، عن طريق رابح عبود في سباق ال5 آلاف متر، وياسمينة عمراني في الألعاب السباعية. وحسّنت الجزائر مركزها، مقارنة بالدورة الأخيرة التي احتضنتها بيسكارا بإيطاليا قبل أربع سنوات، عندما اكتفت بميداليتين ذهبيتين فقط، من أصل 17 ميدالية، ما جعل الجزائر تحل وقتها في المركز ال14، وهو أحد أسوأ مركز احتلته الجزائر في الألعاب المتوسطية، منذ إقامة أول دورة عام 1967. وحصلت الجزائر على أفضل رصيد لها في الألعاب المتوسطية، في دورة تونس عام 2001، عندما بلغت الحصيلة 32 ميدالية، منها 10 ذهبيات. وكانت مصر البلد العربي الوحيد الذي تقدم على الجزائر في الترتيب العام، حيث جاء في المركز ال5 برصيد 66 ميدالية، منها 20 ذهبية، وحلت إيطاليا في المركز الأول ب185 ميدالية، منها 69 ذهبية، متوجة بلقب الدورة. ولم تسمح إيطاليا للبلد المنظم بتحقيق هدفه بالفوز بالمرتبة الأولى، حيث اضطرت تركيا، التي نظمت الألعاب على وقع الاحتجاجات السياسية، إلى التراجع إلى المركز الثاني برصيد 121 ميدالية ذهبية، منها 46 ذهبية. وأكملت فرنسا منصة التتويج باحتلالها المركز الثالث، برصيد 92 ميدالية، منها 24 ذهبية. الملاكمة وألعاب القوى تحفظان ماء الوجه وشكّلت الملاكمة وألعاب القوى، حصة الأسد من الميداليات الذهبية، التي فازت بها الجزائر في دورة مرسين، فالملاكمة أهدت الجزائر خمس ذهبيات، في حين دعم العداءون رصيد الجزائر في الأيام الأخيرة من الألعاب بأربع ذهبيات، وخيبت الرياضات الأخرى الجزائريين، مثلما كان عليه الحال بالنسبة للجيدو وكرة اليد، لدى الجنسين، بسبب الأزمات التي عاشتها اتحاديتا هاتين الرياضتين، في العهدة الأولمبية الأخيرة. وقد اكتفت الرياضات الأخرى بنتائج متواضعة، عندما سجل ممثلوها أرقاما بعيدة عن التوقعات، مثلما كان عليه الحال بالنسبة للسباحة، التي كانت نتائجها سيئة، في غياب النجم نبيل كباب الذي قاطع الألعاب بسبب خلاف مع اتحاديته. وبرغم أن الجزائر حسّنت ترتيبها، إلا أن الألعاب المتوسطية لا تعد مقياسا تتحدد على ضوئه صحة الرياضة في الجزائر، باعتبار أن الألعاب لم تعرف مشاركة الأبطال العالميين ولا الأولمبيين، حيث تعد الألعاب بالنسبة للبلدان المشاركة فيها بمثابة محطة للتحضير للمواعيد الأكثر أهمية، مثل بطولات العالم ودورات الأولمبياد، كما تمثل فرصة للاستثمار في فئة الشباب وأصحاب المواهب لاختبار قدراتها تحسبا للمشاركة في المنافسات الكبرى التي تعرف صراعا شرسا للحصول على الألقاب.