ظاهرة التسول الموسمي تغزو مساجد مدينة سطيف تعتبر مساجد مدينة سطيف من الأماكن المفضلة لمجموعة كبيرة من ممارسي «مهنة» التسوّل الموسمي خاصة مع دخول شهر رمضان الكريم الذي يستغل فيه المتسوّلون رأفة وعطف المحسنين من أجل الظفر بما تجود به جيوب الصائمين فبالرغم من أن المجتمع السطايفي مجتمع معروف بروح التضامن إلا أن انتشار هذه الظاهرة التي تحوّلت إلى فن و احتراف وتجارة رابحة تدر الأموال الطائلة، أصبح يثير استياء المواطنين و يسبب الكثير من الإحراج للبعض الآخر من الذين لا يرغبون في منع الخير عن الناس حيث يملك كل متسول أو «الطلاب» كما يحلو للبعض مناداتهم طريقة في استمالة واستعطاف مرتادي المساجد لأداء صلاة التراويح أين يصادف المصلون أمام مدخل المساجد مجموعة من محترفي التسول. فبين مشهد شاب معاق أو امرأة حاملة لرضيع تستلطف به ذوي القلوب الرحيمة، قصد الظفر ببعض الدنانير أصبحت هذه الفئة جزءا لا يتجزأ من ديكور مداخل المساجد، حيث باتت هذه المشاهد مألوفة لدى المصلين الذين عادة ما يدفعون بسخاء خاصة عندما يتمكن المتسوّل من الوصول إلى قلوب المحسنين بقصة مفبركة بإحكام، قد يصدقها الكثيرون و بالتالي يقعون فريسة لتحايل و مكر هؤلاء. و يكثر انتشار المتسولين بالمساجد في جميع أوقات الصلاة و في صلاة التراويح بكل خاص، حيث يتفاجأ المصلون عند دخولهم و خروجهم من المسجد بعشرات المتسولين الذين لا يملون من تكرار قصصهم المثيرة للشفقة لحبكتها الجيّدة. و في سياق متصل أفاد مصدر أمني عن وجود شبكات منظمة ينشط من خلالها ممتهني حرفة التسوّل قادمين من خارج ولاية سطيف خاصة مع حلول شهر رمضان يتم توزيعهم عبر كامل مساجد المدينة دقائق قليلة بعد موعد الإفطار. و رغم تضاعف الحملات الخيرية و تكثيف نشاطات ذوي البر و الإحسان من فتح مطاعم للرحمة بالإضافة إلى الهلال الأحمر الجزائري و قفة رمضان، فضلا عن الغلاف المالي المعتبر الذي خصصته الدولة للتكفل بالفئات الهشة به، غير أن ذلك لم يحد من ظاهرة التسوّل التي تتضاعف يوما بعد يوم.و للإشارة فقد أحصت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية سطيف ما لا يقل عن 22 ألف عائلة معوزة.