قضت محكمة استئناف تونسية يوم الثلاثاء باطلاق سراح مغني راب مسجون ونقض حكم سابق بسجنه لمدة عامين بعد ان وصف الشرطة بالكلاب في تسجيل فيديو في خطوة قد تخفف الانتقادات للحكومة التي يقودها الاسلاميون بانها تسعى لوأد حرية التعبير. وفي يونيو حزيران الماضي قضت محكمة تونسية بسجن مغني الراب علاء اليعقوبي المعروف باسم "ولد 15" عامين بسبب فيديو يصف فيه رجال الشرطة بالكلاب. وفي الفيديو الذي بث على يوتيوب وفيسبوك يصف ولد 15 رجال الشرطة بأنهم كلاب ويعتبر أن الشرطة تمارس العنف ضد الشعب دون رقابة ومحاسبة.واثار سجنه لمدة عامين موجة انتقادات واسعة للحكومة بالتضييق على حرية التعبير. ودعا الاتحاد الاوروبي اهم شريك اقتصادي لتونس الحكومة التونسية الى مراجعة قوانين حرية التعبير.وقال المحامي غازي مرابط لرويترز ان محكمة الاستئناف قضت بادانة ولد 15 بالسجن لمدة ستة اشهر مع تأجيل التنفيذ وهذا يعني انه سيتم اطلاق سراحه.ورحب المحامي بالحكم وقال انه انتصار لحرية التعبير رغم المخاوف التي قال إنه كان يشعر بها بسبب الضغوط.وحضر مغنو راب جلسة النطق بالحكم تعبيرا عن تضامنهم مع "ولد 15". ورفعوا شعار "ولد الكانز حر" عقب صدور الحكم. وتعهدوا بمواصلة معركة حرية التعبير.كما رفع بعض الحاضرين شعارات مناوئة للشرطة التي كانت حاضرة هناك. ولم تحدث اي اشتباكات بين عناصر الشرطة الغاضبين من الحكم ومؤيدي "ولد 15". ولم يتسن الحصول على تعليق من قوات الشرطة.وقال مغني الراب المعروف باسم كلاي بي بي جي لرويترز "سنواصل معركتنا في حرية التعبير وسنطلق مزيدا من الاغاني.. لن يخيفنا اي شيء."وقال ولد 15 في فيديو بث على فيسبوك تعليقا على الأغنية "قمت فقط باستخدام لغة الشرطة. هم عنفوني لفظيا وجسديا وأنا كفنان الطريق الوحيد لدي للرد عليهم هو تقديم فن عنيف."ويوم الاثنين علق رئيس الوزراء التونسي لاول مرة عن قضية "ولد 15" قائلا انه سجن ليس لاهانته الشرطة وانما بسبب كلمات الاغنية التي تدعو للقتل. وقال ان منسوب الحرية في تونس راق ومرتفع داعيا الى عدم تسييس كل القضايا.وتقول جماعات علمانية انه منذ وصول الاسلاميين الى السلطة في 2011 في تونس اصبحت حرية الابداع والتعبير مهددة بسبب تهاون الحكومة مع هجمات متشددين اسلاميين على مثقفين وفنانين.وهاجم متشددون اسلاميون في الاشهر الماضية قاعات سينما وقاعة للفن التشكيلي واعتدوا على فنانين كما هاجموا السفارة الامريكية في سبتمبر ايلول الماضي احتجاجا على فيلم يسيء للاسلام أنتج في الولاياتالمتحدة في هجوم خلف اربعة قتلى.ويقول منتقدون ان الحكومة التي تقودها حركة النهضة تسعى لخنق حرية الابداع والتعبير ولكن الحكومة تنفي ذلك بشدة وتقول انها تدعم حرية التعبير وتسعى فقط الى تطبيق القانون على الجميع دون تمييز.وتريد نقابة قوات الامن سن قانون يهدف الى حمايتها من الاعتداءات وحتى الاعتداء بالاشارة او القول وهو ما قوبل بموجة من الانتقادات من حقوقيين قالوا انها محاولة لاعادة انتاج دولة قمعية مثلما كان الامر خلال حكم زين العابدين بن علي.