لماذا أغلق العسكر عدة فضائيات مصرية، بالرغم من أن وزير الدفاع تعهّد بحماية حرية الصحافة في مصر؟ ما تعهد به قائد الانقلاب، الفريق عبد الفتاح السيسين ليس حقيقيا، ولم يتم الالتزام به نهائيا، حيث قام الانقلابيون بغلق 5 قنوات فضائية، كما قاموا باعتقال جميع الصحافيين والمذيعين في هذه القنوات، بالإضافة إلى اعتقال الفريق الصحافي لقناة ”مصر مباشر”، والهدف من كل هذا هو عدم السماح للرأي العام بمعرفة الحقيقة والرأي الآخر، الذي لا يخدم مصالح الانقلابيين، خاصة بعد انتشار حديث عن رفض قيادة الجيش الثاني لهذا الانقلاب. هل تدخّل نقيب الصحافيين لإطلاق سراحكم؟ لم يتدخّل، ولكني بعدما أرسلت له رسالة نصية بالهاتف انتقدته بالشدة على صمته إزاء اعتقالنا، تدخّل وأطلق سراح بعضنا، لكن أغلبية الصحافيين مازالوا معتقلين، ولم يفرج عنهم لحد الآن. ما هو مستقبل حرية الصحافة في مصر، بعد اعتقال الصحافيين وغلق الفضائيات والصحف التي تختلف معهم؟ نحن نعود إلى أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فرجال الأمن يعتقلون الصحافيين ويغلقون الصحف والفضائيات، حيث رفضت، أمس، مؤسسة ”الأهرام” طباعة جريدة الحرية والعدالة، بحجة المستحقات المالية، وهذا كان مجرد مبرر لمنعنا من الصدور. كيف سيتصرف أنصار الشرعية، في ظل عمليات الاعتقال لقادة الإخوان وللصحافيين؟ أنصار الرئيس محمد مرسي مازالوا معتصمين في الميادين، وهناك مؤتمر في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة للخروج بقرارات بخصوص هذا الانقلاب العسكري، كما وقعت أحداث عنف في مناطق مختلفة من مصر، حيث خرج متظاهرون في جنوب مصر، وأعلنوا في بعض المحافظات عن استقلالهم وانفصالهم على الوطن، بعدما أحرقوا مقرات الشرطة، كما وقع عدد كبير من القتلى، فبالأمس فقط سقط 18 قتيلا والكثير من الجرحى، حيث قام مجهولون بإطلاق النار على المعتصمين المؤيدين للرئيس مرسي في رابعة العدوية وفي جامعة القاهرة، رغم وجود الجيش الذي لم يتدخل، بل بدا متواطئا لإجبار المعتصمين على فضّ اعتصاماتهم. ما هي الخيارات المطروحة أمام أنصار الرئيس مرسي؟ هناك حديث، في بعض القنوات الموالية للعسكر، عن اعتقال 300 شخص من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، لكن الإخوان المسلمين لن يرفعوا السلاح في وجه الجيش، لأن ذلك ليس من طبيعتهم، إلا أن بعض الجماعات التي كانت تحمل السلاح من قبل، ثم قامت بمراجعات جعلتها تترك السلاح وقررت المشاركة في العملية السياسية، قد تكفر بالديمقراطية الآن بعد الانقلاب وقد تعود لترفع السلاح.