مقتل 5 أشخاص وجرح 15 مدنيا في هجوم بصاروخ على حافلة عمال شهدت مصر بالأمس تصعيدا أمنيا خطيرا بعدما أقدمت جماعة مسلحة مجهولة على إطلاق صاروخ على حافلة لعمال إحدى الشركات المصرية الناشطة في شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وجرح 15 آخرين، فيما أشار المتحدث باسم القوات المسلحة أن "العملية الإرهابية كانت تستهدف أعوان أمن". تصاعدت الأصوات المنددة بهذا العمل الإرهابي، واعتبرته الطبقة السياسية تهديدا صريحا لأمن البلاد، مثلما ذهب إليه محمد بدر المشرف العام على حركة “تمرد” الذي دعا أمس الشعب المصري خلال ندوة صحفية إلى الخروج في مليونية تحت شعار “مصر شعبا وجيشا ضد الإرهاب” الجمعة القادم عقب الإفطار، متهما في سياق حديثه “مجموعات إرهابية باستعمال الخرطوش والرصاص الحي لإرهاب وقتل المواطنين الذين أعلنوا رفضهم للرئيس المخلوع محمد مرسي”. وتعد هذه أول مرة يستهدف فيها مدنيون في سيناء، بعدما كانت العمليات التي تنفذها الجماعات المسلحة تستهدف فقط قوات الأمن، حيث شهدت المنطقة عدة عمليات، ربطها متابعون بأنها ثأر من جماعات متشددة بعد عزله من الرئاسة. وكان أنصار مرسي بدورهم خرجوا أمس في مليونية “دعم الشرعية وضد الانقلاب العسكري” انطلقت من مقر مشيخة الأزهر، حيث اجتمع عدد من المشايخ الأزهر المناصرين “لشرعية الرئيس المعزول” لدراسة الأحداث التي تمر بها مصر، في إشارة إلى رفضهم موافقة الأزهر ومباركته لعزل محمد مرسي. في هذه الأثناء، قام “وليام بيرنز” مساعد وزير خارجية الولاياتالمتحدة بزيارة هي الأولى لمسؤول أمريكي إلى القاهرة منذ عزل الرئيس محمد مرسي، جدد خلال لقائه برئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي “حرص إدارة البيت الأبيض على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني بعيدا عن الاستقطاب السياسي”، مضيفا أن هاجس الولاياتالمتحدة في الوقت الحاضر ضمان “التوصل إلى حكومة مدنية تلبي احتياجات الشعب المصري”. من جانبها، جددت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركيل” في حديثها لوسائل إعلام ألمانية موقف بلادها الداعي إلى “إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي والسماح لمنظمات دولية حيادية التواصل معه”، فيما اعتبر رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أنه بالنسبة إلى تركيا فإن “محمد مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر”، على حد ما نقلته صحيفة “الزمان” التركية في عددها الصادر أمس، مضيفا أنه “لا يمكن لتركيا أن تتجاهل أصوات الشعب المصري التي اختارت مرسي رئيسا لها في انتخابات ديمقراطية”. إلى ذلك، كشفت صحيفة “المصريون” في عددها الصادر أمس عن مبادرة تيار الأحزاب الإسلامية لاحتواء الأزمة في مصر وبموافقة مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، تقضي بفتح قناة للحوار مع المجلس العسكري، في تأكيد على أن الجماعة كلفت كلا من عصام العريان ومحمد البلتاجي بالتفاوض على عودة الرئيس المعزول محمد مرسي بصفة رئيس شرفي وإطلاق سراح القيادات المعتقلة، إلى جانب إعادة بث القنوات التابعة للتيار الإسلامي، على أن تواصل الحكومة الحالية تصريف أمور البلاد عملا للتحضير للمرحلة المقبلة وإجراء انتخابات مسبقة.