ما إن يحل شهر رمضان، حتى ينطلق سباق المخابز لعرض مختلف أنواع الخبز من خبز السميد والشعير والنخالة، إلى خبز طويل و”مدور”، خبز “السكوبيدو” و”الماونيس”، فضلا عن الخبز المنكه بالزيتون أو “السانوج” أو “البسباس” أو “الحار”، هي جزء مما يتفنن في صنعه الخبازون لإرضاء أعين وبطون المشترين. ويكثر إقبال الصائمين، حسب مسير مخبزة بحيدرة في أعالي العاصمة، والتي بدأت نشاطها منذ عقود خلت، على الخبز المدور والخبز بالحبة السوداء، فضلا عن خبز الريف الذي يشتهر به المحل، نظرا لخصوصية صنعه، فعجينته يتطلب صنعها البقاء 16 ساعة كاملة في الثلاجة، بعدها يتم طبخه في فرن تقليدي و"هذا ما يميزه عن باقي أنواع الخبز”، يقول رئيس الخبازين بالمحل. ويرجع هذا الأخير احتكار رمضان لهذه الأنواع الكثيرة من الخبز، مقارنة بباقي أشهر السنة، لخصوصية الشهر الذي يشهد اتساعا في قائمة مشتريات الصائمين، ومن بينها الخبز الذي يفضل معظم الصائمين تذوق أنواع جديدة منه، حتى ولو “يذوقوا بالعين”. لذا، هناك من يطلب خبزا خاصا بطبق “الشوربة” وآخر خاصا بطبق “الضولمة”، يتراوح سعرها بين 10 دج إلى 25 دج، حتى يجد نفسه في الأخير محملا ب"10 خبزات” أو أكثر من كل نوع. لكن مع ذلك، فعندما يقابل الصائم مائدة رمضان، يكتفي بالقليل من الخبز، ليكون مصير الباقي سلة المهملات، الأمر الذي أكد القائم على مخبزة الشايب بشأنه أن المشتري وحده من يتحمل مسؤوليته، فالبائع يلبي الطلب ويهدف لجذب الزبائن، وما عاداه فكل واحد أدرى بميزانية جيبه.