يزداد الاستهلاك عموما في شهر رمضان لارتباط ''عاطفي'' للصائم بمائدة الإفطار التي تغريه بتنوع أطباقها رغم أن الكثيرين لا يتمكنون من ''بلع'' كل ما اشتهوه طوال يوم الصيام، ولعل من أهم المواد التي يضعف أمامها الصائم في مجتمعنا الخبز، هذه المادة التي لا يمكن للجزائري الاستغناء عنها على مائدته مهما تنوعت أطباقها وملذاتها وأثقلت بالمشروبات والفواكه، وخلال رمضان يتسارع الخبازون في إعداد أنواع من الخبز المدعم والأسمر وبالسانوج وبأشكال تجلب عين الصائم، وتحفز بطنه الجائعة على شراء أنواع منه وبأعداد كثيرة يكون مآل أغلبها القمامة! إن مظاهر أكوام الخبز المرمية في القمامة تبعث التساؤل في النفوس. الأول هو لماذا شراء ''خُبزات'' كثيرة ومتنوعة إذا كان الصائم لا يأكلها كلها؟ والثاني هو لماذا ترمى بقايا الخبز في الزبالة فتكون عرضة للمداس؟ مثل هذه المشاهد تتكرر في كل رمضان بالرغم من أن عادة الصيام أكدت لنا على مر السنين أن الصائم يصاب بحالة شبع بمجرد أكل صحن شوربة وبضعة بوركات. كما أن تناقص عدد الوجبات يحتم تراجعا في كمية هضم الطعام، فلماذا لم يتمكن الناس في مجتمعنا من إيجاد مقاربة تحافظ على ''نهم'' الصائم المحب لشراء الخبز وعلى تناوله لكل الخبز الذي اشتراه؟ هل الخلل في الخبز ذاته الذي تجلب رائحته البطون الخاوية؟ أم في سلوك بعض الصائمين الذين يصرون على الاعوجاج؟!