أنهت فرقة خاصة للأمن الوطني من العاصمة عملية احتجاز عمال مطبخ مستشفى غليزان، من طرف شرطي في حالة هيجان، في حدود الخامسة والنصف من عصر أمس. كانت مدينة غليزان قد عاشت، نهار أمس، أجواء عصيبة واستنفارا أمنيا كبيرا، حول مستشفى محمد بوضياف، الذي احتجز فيه شرطي عددا غير معلوم من الأشخاص في المطبخ، الذي لجأ إليه بعد أن قتل زميلا له برتبة مفتش وعاملة نظافة. وقد انتشر الهلع في أوساط سكان مدينة غليزان عندما شاهدوا قوافل سيارات الشرطة تتجه نحو مستشفى محمد بوضياف، الذي انطلق منه صوت عيارات نارية في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس. واعتقد الكثير أن الأمر يتعلق بعملية إرهابية، لينكشف بعد مرور الوقت أن الأمر يتعلق بشرطي تنقل إلى المستشفى لملاحقة زميل له تشاجر معه ليلة الخميس إلى الجمعة في نزل الشرطة الذي يقيمان فيه بوسط المدينة. وقبل أن يتنقل الشرطي المعني والبالغ من العمر 41 سنة والمنحدر من سيدي لخضر بمستغانم، إلى المستشفى، أطلق النار في ظروف ما زالت غامضة، على زميل له برتبة مفتش عمره 38 سنة ينحدر من مدينة تنس بولاية الشلف، يشتغل في الأمن الحضري السادس. ثم أطلق النار على عاملة نظافة أم لأربعة أطفال، شاهدت، حسبما تردد، ما فعله في زميله المفتش في نزل الشرطة. وتتداول رواية في غليزان أن الشرطي الذي ارتكب الجريمتين والعامل في فرقة البحث والتحري (بي. أر. إي) أصيب بأزمة عصبية رهيبة ليلة أمس الأول وأخرج عصا اعتدى بها على زملائه في نزل الشرطة. وهو الذي كان قد أوقف عن العمل لمدة خضع فيها للعلاج قبل أن يعود إلى العمل. ثم تعرض قبل ستة أشهر إلى قرار نزع سلاحه الناري، والذي أعاده إليه مسؤولوه بداية شهر رمضان الجاري. وتنقل هذا الشرطي إلى المستشفى، حسب ذات الرواية، لملاحقة شرطي تناوش معه في الليل، والذي كان يسعى لاستخراج شهادة طبية. وعندما علم مرتكب الجريمتين بأن ضباطا وصلوا إلى المستشفى، فر هاربا وأطلق عيارات نارية في السماء، قبل أن يلجأ إلى المطبخ المركزي ويحجز عددا غير معلوم من العاملين فيه، منهم نساء. وهدد بتصفيتهم. ودخل معه مفاوضو الشرطة في محادثات لإقناعه بتسليم نفسه، دون جدوى إلى غاية الساعة الخامسة والنصف، بحضور مسؤولين من المفنشية الجهوية للشرطة بوهران، قبل أن تتدخل فرقة خاصة قدمت من العاصمة وأنهت عملية الاحتجاز وأوقفت الشرطي دون تسجيل ضحايا.