ألقت الأحداث العنيفة التي شهدتها القاهرة ليلة أول أمس، بظلالها على الشارع المصري وسط حالة من الذعر والغضب الشديد ممزوجة بالخوف، في ظل استمرار مشهد الحشد والاحتقان وارتفاع عدد القتلى، ففي حصيلة جديدة لوزارة الصحة أكدت أن الاشتباكات التي وقعت أول أمس الاثنين وفجر أمس الثلاثاء بين أنصار ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي بلغت 86 مصابا و10 حالات وفاة. شهد محيط ميداني رابعة العدوية والنهضة، مكان اعتصام مؤيدي الرئيس السابق مرسي، مناوشات عنيفة بين أنصار الإخوان ومعارضيهم وجماعات مجهولة من جهة، وقوات الأمن من جهة أخرى، حيث تعرض المتظاهرون لهجوم من قبل عناصر مجهولة اعتلت أسطح العمارات المحاذية لميدان النهضة بالجيزة، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية عليهم، وسادت حالة ذعر بين المارة وأهالي المنطقة. وقبل ذلك، حاول أنصار مرسي اقتحام ميدان التحرير أثناء توجههم في مسيرة صوب دار القضاء العالي القريب من الميدان، واندلعت اشتباكات بينهم وبين معتصمي الميدان أسفرت عن سقوط ثلاث ضحايا. الأجواء نفسها شهدها محيط ميدان رابعة العدوية، وبالتحديد أمام مركز شرطة أول مدينة نصر، حيث ردد أنصار مرسي الهتافات المناهضة للداخلية، ما أدى لنشوب مناوشات ومشادات كلامية بينهم وبين الضباط، ودفعت مديرية الأمن بتشكيلات من الأمن المركزي لتأمين مركز الشرطة والدفاع عنه، وقال بيان نشر في الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن النار أطلق على المسيرة من داخل مركز الشرطة في طريق عودتها إلى ميدان رابعة العدوية. وفي الوقت الذي يتهم فيه الإخوان الداخلية ومن وصفوهم ب “بلطجية مبارك” بإثارة العنف والفوضى في الشارع، استنكرت جبهة الإنقاذ في بيان لها ما قالت إنه استمرار لهجمات أنصار الإخوان على متظاهرين سلميين على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية دون ملاحقتهم قانونيا ومحاسبة المسؤولين عن التورط في تلك الهجمات، وطالبت وزارة الداخلية ورجال الأمن بحماية المتظاهرين السلميين، واتخاذ إجراءات رادعة بحق من يقومون بمهاجمتهم مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة.