نظمت جماعة الإخوان المسلمين وجماعات التيار الديني، أمس، مظاهرة حاشدة فيما عرف ب "جمعة النصر" تأييداً للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وتحركت مسيرات حاشدة من عدة مناطق نحو ميدان "رابعة العدوية" في مدينة نصر (شرق العاصمة)، من أجل تصعيد المطالب ضد ما يسمونه "الانقلاب العسكري" ضد الرئيس المنتخب. وتأتي جمعة الأمس بعد عدة تصريحات سابقة من قيادات الجماعة حول "مليونية النصر" التي قيل إنها ستضع حدا للوضع الراهن وتعيد الرئيس مرسي لموقعه، وهي التصريحات التي دفعت بالرئيس المصري المؤقت عدلي منصور إلى توجيه خطاب حذر فيه من العنف في هذه المظاهرات، كما أصدرت القوات المسلحة بيانا أكدت فيه "أن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع"، مستطردة أن قوات الأمن والجيش سوف تتصدى لأي محاولة للمساس بأمن الأشخاص أو المؤسسات. وقد أغلق الجيش المصري الشوارع المؤدية لدار الحرس الجمهوري بالأسلاك الشائكة، ووقف الطرقات المؤدية إلى وزارة الدفاع بعد عزم الإخوان التوجه إلى مقر الوزارة، إثر تحرك مسيرة تقودها جماعة الإخوان المسلمين من ميدان رابعة العدوية إلى دار الحرس الجمهوري، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي والإفراج عنه، فضلا عن انضمام مسيرتي مسجدي الفتح والتوحيد المؤيدتين للرئيس المعزول محمد مرسي، إلى مسيرة رابعة العدوية القادمة من مدينه نصر والمتجهة إلى دار الحرس الجمهوري. وفي السياق ذاته، أقامت قوات الجيش حاجزاً، عبارة عن سلك على مسافة من دار الحرس الجمهوري تقدر ببضعة كيلومترات تدعمها مدرعات الجيش، فيما يقوم متظاهرون بمخاطبة الجنود، مستخدمين مكبرات صوت مطالبينهم بتشغيل القرآن الكريم والانحياز لإرادة الشعب. كما خرج المئات من أنصار الإخوان في مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين إلى ميدان النهضة. من جهتها، دعت حركة "تمرد" وائتلافات ثورة 25 يناير، إلى مليونية بميدان التحرير، التي اختلف حول تسميتها منها "مليونية العبور" وذلك في إشارة إلى نصر أكتوبر/ رمضان حيث تصادف ذكراه ال 14، في العاشر من رمضان (أمس) بينما سمتها أحزاب أخرى بجمعة مواجهة الإرهاب. وقال خطيب مسجد مكرم عبيد بالتحرير إن "جماعة الإخوان المسلمين تدفع بشبابها في معركة خاسرة وتجعل منهم وقودا لحروبها"، فيما استمر المتظاهرون في التوافد مساء وذلك للمشاركة في الإفطار الذي يقيمه الصحفيون في ضيافة الناشطين داخل الميدان. وحلقت طائرات الجيش المصري احتفالا بذكرى حرب أكتوبر (العاشر من رمضان) على سماء الميادين مشكلة مناورات استعراضية مكسوة بالعلم المصري. من جهة أخرى، تمكنت قوات الأمن المتواجدة بمحيط مسجد الأزهر، أمس الجمعة، من فض الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومناوئيه، حيث قامت قوات الأمن بإخراج مناصري مرسي من الأبواب الخلفية للمسجد بعد محاصرتهم واحتجازهم من قبل معارضي مرسي، فيما تسود الآن حالة من الهدوء بمحيط المسجد، حسب ما أوردت "صحيفة الأهرام". وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وقوى ثورية عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة وخروجهم من الجامع الأزهر بمنطقة الجمالية. وأدت الاشتباكات إلى توقف حركة المرور بمنطقة الأزهر في الاتجاهين، وسادت حالة من الفوضى نتيجة الأحداث ودفعت وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي في محاولة لاحتواء الموقف والسيطرة على الاشتباكات وفتح الطريق أمام السيارات. وفي وقت سابق، دعت القوى السياسية إلى الاحتشاد في ميادين مصر، بميدان التحرير وقصر الاتحادية في مليونية "جمعة النصر والعبور"، كما دعت إلى استمرار الاحتشاد للإفطار الجماعي بالميدان وأمام الاتحادية، ثم أداء صلاة العشاء والتراويح، حتى بداية يوم جديد، بالتزامن مع ذكرى العاشر من رمضان.