لاعب خلوق داخل الملعب وخارجه، موهوب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنّه غاري لينيكر، الذي يُعتبر واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم الإنجليزية. ولد غاري لينيكر عام 1960 في مدينة ليستر في إنجلترا، وبدأ حياته الرياضية مع نادي ليستر سيتي عام 1978، حيث فرض نفسه هدّافا خطيرا بعدما توّج هدّاف فريقه 4 مواسم متتالية، وسجّل 95 هدفا في 200 مباراة خاضها، واستدعي غاري للمنتخب الإنجليزي في عهد بوبي روبسون للمرّة الأولى في 26 ماي 1984. لم يستطع ناديه الوقوف في وجه العروض التي انهالت عليه فاضطرّ مكرها للاستغناء عنه إلى نادي إيفرتون عام 1985، وتأقلم لينكر مع فريقه الجديد بسرعة فائقة حتى أنّه سجل 39 هدفا توجته هدافا للبطولة الإنجليزية لموسم 85/86، كما أنّه اختير أفضل لاعب في الموسم نفسه. نجح لينيكر في دخول التاريخ من بابه العريض بعدما أصبح أول إنجليزي يفوز بلقب هدّاف كأس العالم عام 1986 في المكسيك، حيث قاد منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي قبل أن يسقط أمام الأرجنتين. بعد نجاحه في كأس العالم كان فريق برشلونة الإسباني السبّاق إلى التعاقد معه لمدّة 6 مواسم مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 5 ملايين دولار)، وفي أول موسم له مع فريقه الجديد، نجح لينيكر في أن يكون هدّاف الفريق برصيد 20 هدفا، ثمّ تولى لويس أراغونيس تدريب برشلونة لموسم واحد وتبعه يوهان كرويف ودبّت الخلافات بينه وبين لينيكر لأسباب تكتيكية، فأسرع توتنهام إلى التعاقد معه. وعلى الرغم من البداية غير المشجّعة مع فريقه الجديد بعد فشله في التسجيل في أول 5 مباريات خاضها، عاد ليثبت أنه من طينة المهاجمين الكبار وحلّ عام 89 ثانيا في ترتيب الهدافين، واستطاع قيادة فريقه عام 1988 إلى الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي. لعلّ النقطة السوداء الوحيدة في سجلّه هي كأس الأمم الأوروبية التي خاضها وهو مصاب في التهاب في الكبد وهو ما أثّر سلبا على أدائه فلم يسجّل أي هدف وخرج منتخب بلاده وهو يجرّ أذيال الهزيمة بعد تلقيه ثلاث هزائم متتالية، لكن لينيكر طوى هذه الصفحة بسرعة. وفي كأس العالم في إيطاليا عام 1990 رفع رصيده من الأهداف إلى 10 بعد تسجيله 4 أهداف 2 منها في مرمى الكاميرون وواحد في مرمى جمهورية إيرلندا وآخر في المباراة نصف النهائية أمام ألمانيا، وترك لينيكر توتنهام في نهاية موسم 92 واعتزل المباريات الدولية بعد كأس الأمم الأوروبية، وبدأ مغامرة جديدة مع فريق غرامبس آيت الياباني في مدينة ناغويا. حصل لينيكر على كأس اللعب النظيف التي يقدّمها الاتحاد الدولي وهي جائزة استحقّها تماما لأنّه خلال 13 عاما في ملاعب كرة القدم لم يطرد أي مرّة ولم ينل بطاقة صفراء على الرغم ما يتعرّض له من خشونة لمنعه من التسجيل.