من هي الجهة التي تقف وراء مقتل الجنود التونسيين في جبل الشعانبي؟ الكل متفق على أن الجهة المنفذة هي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولكن الجهة التي لم تعمل ما يجب لوقف نشاطهم هي حكومة الترويكا (التحالف الثلاثي)، فمنذ أفريل الماضي وعمليات التمشيط متواصلة ولم نسمع أنه تم القبض على إرهابي، إلى درجة أن هناك من يشك في أنهم يأتون من المدن ويصعدون إلى الجبل أو أنهم تسللوا من الجزائر. لكن مسؤولية مكافحة الإرهاب خاصة في المناطق الجبلية مسؤولية الجيش، فهل أخفق الجيش التونسي في احتواء الإرهاب في المنطقة؟ الإرهابيون ليسوا موجودين في الجبال فقط، بل داخل المدن أيضا، بدليل الاغتيالات السياسية التي تحدث وتكديس الأسلحة، وهذا يترجم فشل الحكومة في ضبط الأمن، والحكومة حاولت قبيل الإعلان عن مقتل الجنود التونسيين على لسان رئيس الحكومة أو بعيد الإعلان عن الخبر على لسان رئيس الجمهورية، حاولت أن تستغل ذلك للمطالبة بتوحيد التونسيين حولها. هل بإمكان حكومة الترويكا مواصلة تطبيق خارطة الطريق إلى غاية نهاية العام، أم أنها ستسقط تحت وقع المظاهرات والمظاهرات المضادة؟ الحشود التي خرجت في مختلف ولايات تونس كانت تطالب بإنهاء حكم الترويكا، وتدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تعمل على فرض الأمن. وقد تابعت مختلف المبادرات التي قدمت، ووجدت أن الحد الأدنى من المطالب هو ”حل الحكومة”. أما المجلس التأسيسي، فهناك دعوات لحله وأخرى تدعو إلى تقليص صلاحياته وسحب صلاحية التشريع عنه. فباستثناء حزب النهضة وحزب المؤتمر الذي استقال من رئاسته منصف المرزوقي، فالكل مع حل الحكومة، بمن فيهم التكتل الشريك في الحكومة الذي يعتبر المس بالمجلس التأسيسي خطا أحمر، إلا أن رئيس التكتل ووزراءه في الحكومة متمسكون بالترويكا وقد نسمع مستقبلا انشقاقات في التكتل.