كشفت مصادر أمنية، عن أن قوات الأمن المتمركزة على الشريط الحدودي الفاصل بين الجزائروتونس، تمكنت من إلقاء القبض على تونسيين حاولوا التسلل إلى الجزائر عبر الحدود حاملين معهم عددا من الأسلحة. وأكدت المصادر ذاتها، أن قطع الأسلحة التي تم حجزها، تتمثل في مسدسات وبنادق صيد دون أن تحدد عدد المقبوض عليهم، كما أشارت إلى وجود أشخاص آخرين إلى جانب التونسيين من جنسيات فرنسية وجزائرية، حيث قدر عدد الأسلحة المحجوزة ب45 قطعة، فيما لم يتبين بعد، ما إذا كان المعنيون ينتمون إلى إحدى الجماعات الإرهابية أو عناصر الدعم والإسناد، أو ينتمون إلى بارونات تهريب الأسلحة التي تنشط بكثرة في المنطقة. وتأتي هذه العملية في وقت تشدد فيه أجهزة الأمن الجزائرية الرقابة على الحدود مع تونس، بسبب التهديدات الإرهابية الموجودة والوضع الأمني غير المستقر الذي تعيشه تونس في الفترة الأخيرة في منطقة القصرين الحدودية مع الجزائر، أين يعمل الجيش على مطاردة عناصر إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي التي تحصنت في جبل الشعانبي، بينما تحاول التسلل إلى الجزائر بعدما تم تضييق الخناق عليها. وكانت الجزائر في وقت سابق، قد أكدت على تأمين حدودها مع تونس ومالي بسبب ما تشهدانه من عدم استقرار أمني، كما تعمل الحكومة الجزائرية ونظيرتها التونسية على تعزيز التنسيق بينهما لمنع خطر الإرهاب الذي يهدد الدولتين معا، وذلك عن طريق تعزيز الرقابة على الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتسهيل مهمة القضاء على الإرهابيين، كما تم اتخاذ إجراءات لتسهيل تنقل المسافرين من وإلى تونس، وذلك بفصل المسافرين الراجلين عن أصحاب السيارات. كما حذر خبراء، من مغبة انعكاس الوضع في تونس على الجزائر، باعتبار أن الإرهابيين الموجودين في الشعانبي، الذين تم الإعلان عن انتمائهم إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كانوا يحاولون إنشاء قاعدة تدريب لهم وسط غرب تونس، لاستعمالها لضرب دول المنطقة على رأسها الجزائر. إلغاء مبادرة لأداء صلاة الجمعة في الشعانبي لأسباب أمنية وفي سياق ما تشهده تونس، نفت وزارة الشؤون الدينية التونسية، موافقتها على أداء صلاة الجمعة في منطقة الشعانبي، بعد تداول معلومات تفيد بموافقة الوزارة على طلب الأئمة بأداء صلاة الجمعة في ولاية القصرين. من جانبه، أكّد إمام خطيب ورئيس المكتب الجهوي لجمعية أئمة المساجد بالقصرين محفوظ بن درع في تصريح له، أنه تمّ إلغاء إقامة صلاة الجمعة بالشعانبي بعد صدور قرار بالرفض من قبل والي الجهة رغم موافقة الوحدات الأمنية وقوات الجيش وقيامهم بالترتيبات اللازمة لإقامة الصلاة، فيما أشارت معلومات إلى أن والي القصرين قرر عدم أداء صلاة الجمعة بمحمية الشعانبي التي كان من المقرر أداؤها من طرف الأئمة، رغم موافقة وزارة الشؤون الدينية. وجاءت هذه المبادرة الرمزية من قبل الأئمة، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها جبل الشعانبي، حيث أرادوا من خلالها تمرير رسالة للتونسيين وبقية دول العالم بأن القصرين ليست مدينة إرهاب.