توقيف شخصين من عناصر تموين مجموعة الشعانبي صرّح رئيس الحكومة التونسية، علي العريض، أمس، أمام البرلمان التونسي، أن أيام الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمحاصرة في جبل الشعانبي باتت معدودة، مضيفا ''سنواصل مواجهتنا لجماعات العنف والإرهاب، لتفكيك هياكلها وتقديم عناصرها للعدالة''، في حين كشف وزير الداخلية لطفي بن جدو عن اعتقال عنصرين من إرهابيي جبل الشعانبي، والذين يقدر عددهم بنحو 20 مسلحا، حسب السلطات التونسية. أوضح وزير الداخلية خلال جلسة استماع له في المجلس التأسيسي أنه تم إلقاء القبض على عنصر إرهابي، أمس، أما الثاني فتم توقيفه أول أمس، وهما من عناصر تموين مجموعة الشعانبي. ورغم إصابة 16 عنصرا من قوات الجيش والحرس الوطني التونسي خلال انفجار أربعة ألغام، أثناء عملية تمشيط جبل الشعانبي، إلا أن رئيس الحكومة التونسي دافع عن سياسته الأمنية، خاصة وأنه شغل منصب وزير الداخلية في فترة سابقة، وأكد أن مستوى ''استتباب الأمن قد ارتفع ولكن المجموعات الصغيرة تواصل الصعود''، لكنه شدد على أن قوات الأمن ''منعت هذه الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة من الصعود''. وأكد العريض أن ''غالبية مخازن السلاح تمت مصادرتها''، نافيا من جهة أخرى وجود أي ''شبكات لتهريب الأسلحة في تونس، ولكن هناك أشخاصا معزولين''. وانتقد نواب من المعارضة تقاعس السلطات في السيطرة على المساجد التي وقع الكثير منها تحت سيطرة الحركة السلفية. وقال النائب سمير بالطيب من الكتلة الديمقراطية ''ليست هناك سياسة للسيطرة على المساجد''. من جانبه طلب الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي فتح أبواب المجلس أمامهم، غدا الجمعة، لإطلاعهم على حقيقة الأوضاع والحجم الحقيقي للتحديات، كما دعا كل مكونات المجتمع المدني إلى الالتحاق بهم في هذا التاريخ ليكون يوما وطنيا جامعا لنصرة تونس وأهلها. ميدانيا غيّرت قوات الجيش التونسي استراتيجيتها في عمليتها العسكرية في جبل الشعانبي، حيث أوقفت عملية التمشيط بواسطة أجهزة رصد المتفجرات خصوصا بعد التأكد من أن المواد المصنوعة منها الألغام وطريقة إخفائها لا تسمح باكتشافها، وحسب جريدة ''الصباح'' التونسية، فإنه حتى لا تحصل إصابات أخرى وسط الجنود أصبح الجيش يعتمد على الطلعات الجوية بالمروحيات لاستكشاف كامل جهات الجبل ورصد أي تحركات مشبوهة، ومحاصرة أغلب المغارات والكهوف الموجودة في جبل الشعانبي، والمقدر عددها بنحو 240 كهف، وذلك بالاعتماد على الخرائط وحراس الغابات وتفجير مداخلها بالقنابل اليدوية بعد إلقاء الغاز المسيل للدموع داخلها، ثم الاستعانة بالوحدات الخاصة المدربة على تحرير الرهائن واقتحام التحصينات لإيقاف أي عناصر يحتمل تواجدهم فيها، أو تطهيرها والاطمئنان إلى أنها لم تعد تمثل مأوى للإرهابيين.