نحن المؤمنين، مأمورون أن لا ننسى ولا نغفل هذه الذِّكرى، وقد جعل لنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم سبيلاً هيّنًا ليّنًا، لاستحياء هذه الذّكرى في أرواحنا لتظل موصولة بها أبدًا، موصولة كذلك بالحدث الكوني الّذي كان فيها وذلك فيما حثّنا عليه من قيام هذه اللّيلة من كلّ عام إيمانًا واحتسابًا، فمَن قامها على هذه الحالة غفر له ما تقدّم من ذنبه.. والإسلام ليس شكليات ظاهرية ومن ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في القيام في هذه اللّيلة المباركة أن يكون ”إيمانًا واحتسابًا”.. وذلك ليكون هذا القيام استحياء للمعاني الكبيرة الّتي اشتملت عليها هذه اللّيلة ”إيمانًا” وليكون تجرّدًا لله وخلوصًا ”واحتسابًا”، ومن ثمّ تنبض في القلب حقيقة معيّنة بهذا القيام، ترتبط بذلك المعنى الّذي نزل به القرآن.. وما فائدة صيام المسلمين رمضان المبارك وقيامهم ليلة القدر العظيمة ودماء أبنائهم وإخوانهم تهرق هدرًا وظلمًا وعدوانًا هنا وهناك يقتل بعضهم بعضًا؟ فهلا يوفّروا جهودهم هذه ويوجّهوها صفًّا واحدًا للصّهاينة وعملائها في فلسطين الحبيبة وغيرها.. قال تعالى في سورة الحجرات: {إنّما المؤمنون الّذي آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصّادقون}.